جددت الجزائر دعمها لمبادرة استقرار ليبيا على لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة، اليوم الخميس بالعاصمة الليبية طرابلس، التي تحتضن مؤتمرا دوليا لدعم استقرار البلد وتحيد صفوف جيشه.
يشارك في المؤتمر، 31 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، وممثلو دول الجوار بما فيهم الجزائر، وعديد الدول العربية والغربية إلى جانب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
لعمامرة يلتقي مسؤولي حكومة الوحدة الوطنية
التقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، في العاصمة الليبية طرابلس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وذلك قبيل انطلاق أشغال مؤتمر “مبادرة استقرار ليبيا”، حسب ما أفاد بيان للوزارة اليوم الخميس.
وتطرق الطرفان إلى العلاقات بين البلدين، وآخر تطورات العملية السياسية في ليبيا تحت قيادة الأمم المتحدة.
وجدد لعمامرة “حرص الجزائر الدائم على دعم الأشقاء الليبيين في سبيل إيجاد التوافقات الضرورية لتجسيد أولويات المرحلة الراهنة”، مؤكدا الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لأمن واستقرار ليبيا.
وأعرب عن دعم الجزائر لمبادرة استقرار ليبيا بانعقاد المؤتمر على الأراضي الليبية، متمنيا أن يكون لهذه المبادرة الأثر البالغ في الدفع بالعملية السياسية وإنهاء الأزمة بصفة نهائية.
من جانبه، أعرب رئيس الحكومة الليبية عن تقديره للدور الإيجابي الذي تضطلع به الجزائر ومساعيها الحميدة الداعمة للاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، مشيدا في ذات السياق بالزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين تجسيدا للإرادة المشتركة التي تحدو قيادتي البلدين”.
وأجرى لعمامرة محادثات مع نظيرته الليبية، الدكتورة نجلاء المنقوش ومع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني . وتناولت المحادثات آخر تطورات الأوضاع في ليبيا والمنطقة بشكل عام في إطار التشاور والتنسيق الدائمين بين البلدين.
واستقبل لعمامرة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي المكلفة بشؤون الشرق الأدنى، يائيل لمبرت، وتبادل الطرفان وجهات النظر حول آخر تطورات الأوضاع في ليبيا ومالي والصحراء الغربية، مجددين الالتزام المشترك للدفع بالسلم والأمن في المنطقة.
وتأتي مشاركة لعمامرة في هذا المؤتمر تأكيدا على موقف الجزائر الثابت وتضامنها الدائم مع الشعب الليبي لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية.
دعم اجراء الانتخابات لتحقيق الأمن والاستقرار
أكدت نائب الأمين العام للأمم المتحدة روز ميري دي كارلو دعم الجمعية العامة للأمم المتحدة للجهود المبذولة لنجاح الانتخابات الليبية مشيدة بمستوى الاستعدادات الفنية للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية وجاهزيتها العالية لتنفيذ هذا الاستحقاق المرتقب.
ووفقا لوكالة الأنباء الليبية (وال) جاء ذلك خلال اجتماع رئيس المفوضية الوطنية الليبية العليا للانتخابات عماد السايح اليوم الخميس مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة حيث تم بحث سبل دعم الأمم المتحدة للانتخابات الليبية المقررة في 24 ديسمبر المقبل.
وتم أيضا خلال اللقاء بحث سبل دعم المجتمع الدولي للانتخابات الليبية كخطوة نحو افاق مستقبلية لدولة قوامها الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة من خلال تنظيم انتخابات تحظى بالقبول والثقة من كافة الأطراف.
من الكراهية إلى التسامح ومن التدمير للتعمير
وقالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، اليوم الخميس، إن مؤتمر دعم استقرار ليبيا هو امتداد لمؤتمري برلين ولا استقرار لبلد إلا بسيادة كاملة على أراضيه، مضيفة “اليوم نتحول من الكراهية إلى التسامح ومن التدمير للتعمير”.
جاء ذلك في كلمة المنقوش خلال انطلاق أعمال “مؤتمر دعم استقرار ليبيا”، حيث أكدت أنه “لا استقرار لبلد إلا بسيادة كاملة على أراضيه، ولا تفريط في ذلك”.
وتابعت رئيسة الدبلوماسية الليبية قائلة: “نحن أحوج ما يكون لاستقرار سياسي، ومعنيون بتقبل نتائج الانتخابات مهما كانت”.
وقالت: “من كان يريد لنا الاستقرار فليعيننا عليه وسنحفظ له الجميل”، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة “التكاتف لاقتلاع جذور الفساد”.
مؤتمر استكمال الجهود المبذولة
أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة أن “مؤتمر ليبيا للاستقرار” الذي أعلن عنه خلال مؤتمر برلين الثاني، هو “استكمال للجهود الدولية المبذولة بشأن الملف الليبي”.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن ذلك جاء خلال لقاء الدبيبة اليوم الخميس مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني نيلز أنين، قبيل انطلاق مؤتمر “مبادرة استقرار ليبيا” بحضور سفير ألمانيا المعتمد لدى ليبيا والوفد المرافق له.
وانطلقت أعمال المؤتمر الوزاري الدولي المعني بمبادرة استقرار ليبيا، الذي ينظم بدعوة من حكومة الوحدة الوطنية اليوم الخميس بالعاصمة الليبية طرابلس.
ويشارك في المؤتمر، 31 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، بما فيها ممثلو دول الجوار بما فيها الجزائر، وعديد الدول العربية والغربية إلى جانب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وذلك بهدف توحيد الجهود الرامية إلى مساعدة ليبيا على عبور المرحلة الحالية، وإنجاز الاستحقاقات الضرورية المقبلة.
وكانت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، أكدت في وقت سابق على أن المؤتمر يستهدف التأكيد على ضرورة احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ومنع التدخلات الخارجية السلبية، وأشارت إلى أن هذه هي “أهم المنطلقات لتحقيق الاستقرار الدائم للبلاد”.
ولفتت الوزيرة إلى أن المؤتمر سيتطرق أيضا إلى مسألة انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية، محذرة من أن استمرار تواجدهم في ليبيا يشكل تهديدا ليس لهذا البلد فحسب بل وللمنطقة برمتها.
ويتناول المؤتمر، حسب الوزيرة، دعم وتشجيع الخطوات والإجراءات الإيجابية التي من شأنها توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، كما أنه “يرمي إلى تقديم الدعم الفني في مجال دمج العناصر المسلحة غير المتورطة في أعمال إرهابية وإجرامية وتأهيلها أمنيا ومدنيا”.