سيدة ليبية عاشت طفولتها في أمريكا، وبعد سقوط نظام العقيد الراحل، معمر القذافي، أسند إليها منصب وزيرة الخارجية، في سابقة هي الأولى في ليبيا.
رغم أنها خاضت مجالات عدة في زمن العقيد القذافي، إلا أن المرأة الليبية باتت اليوم تعتلي المشهد السياسي وتتولى مناصب سيادية في الدولة.
في ليبيا ما بعد “ثورة فبراير2011 “، كسرت طابوهات سياسية واجتماعية، وحاول السياسيون الذين تولوا السلطة أن يقدموا صورة مغايرة عن ليبيا السابقة.
حاول السياسيون أن يظهروا أن ليبيا “الجديدة” تؤمن بالانفتاح على العالم الخارجي، وبالمشاركة السياسية للمرأة.
وحرص رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة على تكريس هذا التوجه الجديد في تشكيلته الحكومة.
أسند الدبيبة، وهو رجل أعمال، في مارس 2021 حقائب وزارية لبعض النساء، أبرزها وزراة الخارجية التي تولتها نجلاء المنقوش، وكانت الأولى التي تجلس في قمة هرم الدبلوماسية الليبية.
طفولة في أمريكا
ولدت المنقوش، في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) في 1970. وترجع أصولها إلى مدينة مصراتة (غرب ليبيا). والدها هو طبيب قلب وأمراض الدم، وهي متزوجة وأم لطفلين.
عاشت فترة طفولتها في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم عادت إلى ليبيا، حيث زاولت دراستها الثانوية والجامعية في بنغازي.
وحصلت على شهادة الماجستير في القانون الجنائي من جامعة بنغازي.
سافرت مرة أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حازت على شهادة الماجستير في إدارة الصراع والسلم في جامعة “إيسترن مينونايت” الأمريكية، ثم الدكتوراه من جامعة جورج مايسون في واشنطن.
بعد “ثورة فبراير 2011″، عادت المنقوش إلى ليبيا، وزاولت مهنة تدريس القانون في جامعة بنغازي.
وانخرطت خلال هذه الفترة في العمل الإعلامي، وعرفت بنشاطها في تغطية الأحداث الساخنة التي وقعت في بنغازي آنذاك..
عملت منسقة “وحدة الاتصال” في المجلس الانتقالي المؤقت الذي شكل في 27 فبراير 2011 ، برغبة من القوى الإقليمية والدولية.
وترأس المجلس الانتقالي حينها، وزير العدل المنشق عن نظام القذافي، مصطفى عبد الجليل.
وتشير سيرتها الذاتية إلى أنها عملت أيضا في عدة دول عربية وأجنبية، في مجال تدريب الكوادر ودراسة وتقييم المشاريع القانونية..
مواقف متباينة
عندما اختارها الدبيبة لتولي حقيبة وزارة الخارجية، لم يكن معظم الليبين يعرفون الكثير عن المنقوش، لكنها اعتلت المشهد البلوماسي وباتت من الشخصيات التي تسلط عليها الأضواء في حكومة الدبيبة.
أنيقة جدًا، و الله أنها فخر لنا و أنها مثال على المرأة الليبية الشجاعة المكافحة.#نجلاء_المنقوش pic.twitter.com/EjIAYGvCws
— Fadwa Najem فدوى نجم🇱🇾 (@FadwaNajem2) June 20, 2021
وتمكنت المنقوش من لفت الانتباه إليها، بحضورها وهي تجالس رؤساء الدول وكبار الدبلوماسيين، وببعض مواقفها التي اختلف الليبيون بشأنها.
وعبر ليبيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن افتخارهم بوزيرة خارجيتهم، واعتبروا أنها تعكس صورة ليبيا”الجديدة” التي يردونها.
وفي المقابل، انتقد ليبيون آخرون الوزيرة المنقوش، وخاصة على خلفية دعوتها في أكثر من مناسبة إلى سحب القوات التركية من ليبيا.
وكان من أبرز منتقديها، المفتي الليبي السابق، صادق الغرياني الذي طالب حينها باستقالتها.
واستاء البعض من الوزيرة عندما دافع عنها السفير الأمريكي في ليبيا، حيث قال” ندعم وبشكل كامل دعوة الوزيرة المنقوش لخروج القوات الأجنبية لمصلحة سيادة واستقرار ليبيا..”
ويقول السياسي والصحفي الليبي، الدكتور مصطفى الفيتوري في مقال له، “إن الانتقادات الموجهة للوزيرة لها دوافع سياسية، لكن العديد من الإهانات تنبع من من حقيقة أنها أول امرأة تتولى منصبا وزاريا كبيرا في مجتمع يهمين عليه الذكزر..”