يختتم مؤتمر “برلين2” حول ليبيا أعماله، وسط اتفاق دولي وعربي على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، والمضي قدما في مسار انتخابات ديسمبر القادم.
ناقش مؤتمر “برلين2” الدي اختتم أشغاله في 23 جوان 2021، الأوضاع في ليبيا، وركز على مسألتي الأمن والانتخابات، وذلك بمشاركة جهات دولية فاعلة وبرعاية من الأمم المتحدة وألمانيا.
“تفاهم روسي تركي”
دعا البيان الختامي الذي صدر في نهاية أشغال مؤتمر “برلين2” إلى ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا”دون تأخير”.
وطالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبدالحميد الدبيبة، بمساعدة دولية لسحب المقاتلين الأجانب، خاصة أن”انعدام الأمن يهدد بتقويض الانتقال السياسي.”
وأضاف أن “هناك مخاوف أمنية على العملية السياسية، ترتكز على السيطرة المسلحة المباشرة للمرتزقة في بعض المناطق، ووجود قوى عسكرية لها أبعاد سياسية في عدد من المناطق الليبية، ووجود لبعض العناصر الإرهابية..”
غير أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أقر في مؤتمر صحفي بأن انسحاب المقاتلين الأجانب”لا يمكن أن تحدث إلا بشكل تدريجي..”
وكشف ماس بشكل رسمي عن”تفاهم بين الجانبين الروسي والتركي لبدء الانسحاب، حيث ستكون عملية متوازنة خطوة بخطوة..”
جاء تصريح الوزير الألماني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الليبية، نجلاء المنقوش عقب اختتام مؤتمر “برلين2”.
وأعربت وزيرة الخارجية الليبية عن أملها في أن “ينسحب المرتزقة من الجانبين خلال الأيام المقبلة”، واعتبرت هذا الأمر “مشجع ويبني الثقة وسيتبع بخطوات أخرى..”
واعتبرت أن استمرار وجود القوات الأجنبية والمرتزقة “لا يضر فقط بليبيا بل بالمنطقة برمتها..”
الانتخابات
دعا البيان الختامي للمؤتمر السلطات الليبية، إلى القيام بالتحضيرات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية “حرة ونزيهة”.
وجاء في البيان أن الانتخابات “الحرة والنزيهة” ستسمح للشعب الليبي بانتخاب”حكومة تمثيلية وموحدة”.
وأكد على الالتزام بالعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة وتقودها ليبيا.
ودعا البيان مجلسي النواب والدولة في ليبيا إلى التوافق حول المناصب السيادية وفقا لخارطة الطريق، التي أقرها ملتقي الحوار السياسي الليبي.
وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، قالت إن الاستقرار في ليبيا مهم لإجراء الانتخابات المقبلة, ويمثل أولوية لـ”استعادة السيادة”.
وذكرت المنقوش ـ في مؤتمر صحفي مع نظيرها الألماني ـ أن “هناك متطلبين أساسيين في ليبيا هما: تنفيذ مسار برلين ودعم مبادرة إرساء الاستقرار في البلاد”.
وأطلقت ليبيا،”مبادرة إرساء استقرار ليبيا”، لكن وزيرة الخارجية لم تقدم تفاصيل بشأنها.
مصالحة شاملة
رحب البيان الختامي لمؤتمر “برلين 2″، بدعم المنظمات الإقليمية والدول المجاورة لعملية المصالحة الشاملة في ليبيا، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي.
ودعا إلى تطبيق القرارات الدولية، بمعاقبة كل من يخرق حظر التسلح في ليبيا، حسبما ذكرته وكالة الانباء الليبية (وال).
وطالب البيان بضرورة محاسبة منتهكي القانون الدولي ودعم عمل المؤسسات الليبية لتوثيق الانتهاكات.
وشدد على ضرورة”الامتناع عن التدخل في الصراع والشأن الداخلي الليبي, ودعوة كل الأطراف الدولية للالتزام بذلك..”