تتباين الآراء داخل ليبيا بشأن مؤتمر “برلين2” الذي تحتضنه العاصمة الألمانية، وبينما تعول السلطة الرسمية على نتائجه، يشكك بعض الليبيين في إمكانية نجاحه في حلحلة مسألتي الانتخابات والمرتزقة.
يعقد مؤتمر “برلين 2” على مستوى وزراء خارجية الدول الرئيسية المعنية بالملف الليبي، وبمشاركة ممثلين عن 20 دولة ومنظمة دولية.
ويمثل الجانب الليبي في المؤتمر، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة، عبد الحميد الدبيبة.
توجهنا إلى #برلين ممثلين عن حكومة وحدة وطنية. حاملين آمال وتطلعات الليبيين بدولة موحدة مستقرة. رافضين العودة للحروب والعبث بمقدرات الدولة. سنبذل كل جهدنا من أجل استقرار بلادنا وتحقيق الرخاء لشعبنا.
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) June 23, 2021
محاور
حددت الأمم المتحدة وألمانيا أربعة محاور للمؤتمر، في مسعى لحسم موقف المجتمع الدولي من الملفات.
ويتعلق المحور الأول، بدعم الخطوات السياسية المتخذة في ليبيا والاستعدادات الخاصة بإجراء الانتخابات المقبلة.
أما المحور الثاني فمرتبط بـ”سحب القوات الأجنبية والمرتزقة”, استنادا إلى بنود قرار وقف إطلاق النار.
ويتعلق المحور الثالث، بتوحيد المؤسسة العسكرية ومناقشة خطوات تشكيل “قوات أمنية ليبية موحدة”، والتأكيد على الدعم الدولي لليبيا من أجل عملية السلام والاستقرار الداخلي.
وتشكل مسألة سحب القوات الأجنبية من ليبيا من البنود الأساسية المطروحة على طاولة المؤتمر، إذ تغذي قوات خارجية ومرتزقة الصراع في ليبيا، وتضع عقبات أمام تنفيذ تفاهمات الأطراف الليبية..
المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، كشف أن المؤتمر يهدف إلى” تقييم التقدم المحرز في المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية، حقوق الإنسان منذ اجتماع برلين الأخير.”
وعقد مؤتمر “برلين 1” بشأن ليبيا في 19 يناير/كانون الثاني 2020 بحضور عدد من قيادات ليبيا والدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
آراء متباينة
يعول الرسميون على مؤتمر “برلين 2” لحلحلة الوضع السياسي والأمني في ليبيا، ويقول رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، في سلسلة تغريدات له على موقع تويتر إنه ذهب إلى ألمانيا من أجل منع عودة ليبيا إلى الحروب والعبث بمقدراتها.
وكتب الدبيبة يقول “نحن هنا في برلين لتجديد الالتزامات التي تعهد بها المجتمعون في برلين الأول، والاتفاق مع أصدقاء ليبيا حول أفضل الحلول لمسار دعم استقرار ليبيا وسلامة أراضيها، ووحدة شعبها وحفظ سيادتاها الوطنية..”
الحذر كل الحذر من مؤتمر #برلين 2 .
انا اعتبره تدخل في شأن الانتخابات الليبية و سرقة ملكيتها من صاحب الحق وفرض وصاية بإقصاء حق صاحب الأمانة أن يكون له دستور.
مؤتمر برلين القادم سيزيد من الاحتقان السياسي و يساهم في تمزيق الدولة الليبية.— Abdurrahman Shater (@alshater1939) June 21, 2021
وتباينت آراء الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن مؤتمر “برلين 2” .
عبد الرحمن شاطر، عضو المجلس الأعلى للدولة الليبية، حذر في حسابه على تويتر من مؤتمر “برلين 2″، وكتب في تغريدة على تويتر ” أنا اعتبره تدخل في شأن الانتخابات الليبية وسرقة ملكيتها من صاحب الحق، وفرض وصاية بإقصاء حق صاحب الأمانة أن يكون له دستور..”
واعتبر أن المؤتمر “سيزيد الاختقان السياسي ويساهم في تمزيق الدولة اليبية..”
وبشأن موضوع المرتزقة المطروح على طاولة المجتمعين في برلين، يقول في تغريدة “إن المرتزقة هم جيوش احتلال و لا يخرجون إلا بالحرب. هذا هو الواقع الذي ينبغي أن نتعامل معه..”
ويتساءل: “الكل يتحدث عن ضرورة إخراج القوات الروسية المحتلة لمدن ليبية لضمان سلامة و نزاهة الانتخابات المبشر بها. ولم يتحدث أحد عن ماذا لو رفض الروس الانسحاب؟ ما هي الخطط البديلة القادرة على ترحيلهم ؟ ”
ويضيف شاطر “أن حفتر (اللواء المتقاعد خليفة)فتح الأبواب لاحتلال وغزو ليبيا و لن يقدر على إخراجهم. فقد أصبحوا قوة ضاربة..”
ومن جهته، اعتبر صحفي يدعى حسن المسلاتي، في تغريدة له على تويتر، أن مشاركة رئيس الحكومة في المؤتمر “يمثل مخالفة جسيمة لمقررات ملتقى الحوار السياسى الليبي في جنيف والتي تنص على أن رئيس المجلس الرئاسي يمثل الدولة بصفة بروتوكولية في علاقاتها الخارجية..”
وفي نفس السياق كتب صحفي يدعى، علي أوحيده، في حسابه على تويتر: أن المنفي هو الذي يمثل البلاد دوليا،، وخارجيا وفق الاتفاق السياسي..
وقال ” ألمانيا تخرق الاتفاق عمدا وتمنح الدبيبة أحقية تمثيل الليبيين، وتجعل من مؤتمر برلين مؤتمرا غير شرعي ويتحدى حقوق الشعب الليبي..”
واعتبر أن هدف مؤتمر برلين هو “اللإعداد لتأجيل الانتخابات في ليبيا والتي بات تنظيمها شبه مستحيل..”