بتوقيع اللجنة العسكرية المشتركة الليبية 5+5 خطة سحب المرتزقة، تكون ليبيا قد تقدمت خطوة نحو تنفيذ مخرجات اتفاق برلين 2حول حل الأزمة الليبية.
بدأت ليبيا العد التنازلي نحو تنفيذ بنود اتفاق برلين 2، وتجاوز أهم العقبات أمام مسار الانتخابات الرئاسية، من أجل إرساء مسار المصالحة الوطنية، خاصة وأن أعداد قليلة من المرتزقة انسحبت فعليا الأيام الأسبوع الماضي، حسب تصريح وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش.
من هم المرتزقة
المرتزق هو كل من: “يقوم بالقتال في أحد بؤر الصراعات المختلفة والتوتر للحصiول على مقابل مادي”، وقد تكون هذه الصراعات بسبب حرب أهلية أو صراعات أثنية وعرقية” ولا يكون مقيما أو رعية أو أحد أفراد القوات المسلحة لأطراف النزاع وليس عضوا في القوات المسلحة لأية دولة.
يستخدم المرتزقة في ليبيا لتنفيذ أعمال غير شرعية وغير مشروعة، بما يزيد من تأزيم الوضع واستمرار النزاع، ولا يقتصر عملهم على ذلك، بل يتاجرون في مجال تهريب المخدرات والخطف والاتجار بالبشر، لتضمن مصادر دخل تمولها، وهذه الممارسات تهدد حقوق الإنسان كما هو معلوم، وقد حذرت منه تقارير منظمة الأمم المتحدة مرارا.
جنسيات وأرقام
يقدر العدد الرسمي للمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة 20 ألفا، إلى غاية ديسمبر 2020، حسب مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، إلى جانب عشر قواعد عسكرية في ليبيا، تشغلها بشكل جزئي أو كلي قوات أجنبية ومرتزقة.
المرتزقة السوريون: تشير أرقام إلى وجود بين 4000 إلى 13 ألف مرتزق سوري، استقدموا من سوريا للقتال إلى جانب أحد القوات المتقاتلة في ليبيا.
المرتزقة الأتراك: اعترفت تركيا باستقدام مرتزقة من سوريا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني السابقة التي تدعمها، إلى جانب قواتها النظامية التي تدخلت في ليبيا، ورجحت كفة الحكومة، ضد هجوم حفتر الذي بلغ تخوم العاصمة طرابلس. يذكر أن الحكومة التركية وحكومة الوفاق الوطني وقعتا اتفاق تعاون عسكري أمني يوم 27نوفمبر 2019.
فاغنر الروسية: تشير تقديرات إلى وجود ما بين 600 إلى 800 مقاتل روسي من مجموعة فاغنر في ليبيا لتنفيذ مهام قتالية داخل ليبيا، إلى جانب مجموعة “راشن سيكيوريتي سيستم” Russian Security System ، التي تعمل على حماية بعض الشخصيات الأمنية والعسكرية وحماية موارد النفط المختلفة، إضافة إلى مهماتها القتالية.
يصنف الاعلام الغربي مجموعة فاغنر وجهين، فهي أحيانا مكونة من مرتزقة هدفهم الربح، وأحيانا أخرى هي شركة أمنية عسكرية خاصة تعمل لحسابها بشكل غير رسمي ودون تنسيق مع الحكومة الروسية.
المقاتلون السودانيون: ينتمون إلى حركة جيش التحرير السوداني، والمجلس الانتقالي لتحرير السودان، وحركة العدل والمساواة، ويقدر عدهم بـ 3700 مقاتل، هدفهم كسب المال، يتقاضون أجرا شهريا بين 250 و500 دولار شهريا.
تبو التشاد: يقاتل نحو 200 شخص من قبيلة التبو التشادية في ليبيا. وهم امتداد لقبائل التبو الليبية.
المقاتلون الإرهابيون الأجانب: تشير أرقام إلى وجود 229 إرهابيا في غاية الخطورة، ينتمون إلى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، يقاتلون في الداخل الليبي.
مآل
السؤال الذي يبقى مطروحا هو: إلى أين سيتوجه المقاتلون الأجانب أو المرتزقة بعد خروجهم من ليبيا، هل سيلتحقون ببلدانهم التي تعاني أصلا من وضع أمني متدهور.
أم أن الوجهة ستكون دولا أفريقية أخرى تعيش على وقع الصراعات الداخلية؟ وحيث وجود النفط خاصة في دول غرب أفريقيا، وما يعنيه تأجيج النزاعات الداخلية ليسهل على المتدخلون الأجانب السيطرة على منابع الطاقة.
وفي هذا السياق اتهم رئيس الحكومة الانتقالية في مالي، شوغويل مايغا، فرنسا بتدريب جماعات إرهابية في بلاده وقال إنها استقدمت من ليبيا.
أم يلتحقون بأوروبا حلم الكثير من المرتزقة الذين هربوا من ويلات الحروب في بلدانهم.
وتضغط الدول الأوروبية من أجل وضع حد للأزمة الليبية وإعادة الاستقرار إليها بسبب ما تعانيه تلك الدول من قوافل المهاجرين السريين، الذي تزايدت أعدادهم بشكل أثقل كاهل الحكومات الأوروبية. ما يعني أن تكاليف إنهاء الأزمة الليبية ستكون أقل من تحمل أعباء مكافحة الهجرة السرية عبر السواحل الليبية.