اتهمت حركة طالبان رسميا تنظيم “داعش” بتنفيذ هجمات، يجري البحث عن منفذيها في جلال آباد.
قال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة المؤقتة ذبيح الله مجاهد، اليوم الاثنين، إن تنظيم الدولة الإسلامية يقف وراء التي وقعت اليومين الماضيين في جلال آباد مركز ولاية ننغرهار، وهي تفجيرات خلفت عددا من القتلى والجرحى بين قوات أمن حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، والمدنيين.
وأضاف مجاهد أن قوات الحكومة المؤقتة تمشط أطراف مدينة جلال آباد بحثاً عن المنفذين.
وكان تنظيم “داعش” تبنى سلسلة تفجيرات وقعت السبت والأحد في جلال آباد، في بيان بثه في وسائط التواصل الجتماعي أمس.
وقال إن التفجيرات أدت إلى سقوط أكثر من 35 عنصرا من حركة طالبان بين قتيل وجريح.
موفد أممي إلى طالبان
وفي موازاة تلك الأحداث الأمنية تجري جهود على أصعدة مختلفة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه أرسل منسق الإغاثة إلى العاصمة الأفغانية كابل ليتحدث إلى الملا عبد الغني برادر نائب رئيس الوزراء بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال التي شكلتها طالبان، ووزير الداخلية بالوكالة سراج الدين حقاني، وآخرين.
وأكد غوتيريش، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، أن الأمم المتحدة على اتصال مع حركة طالبان من أجل توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضاف أنه يتعين على طالبان أن تحترم حقوق النساء وأن تحرص على ألا تكون ملاذا آمنا للإرهابيين حتى تتمتع بالتضامن والاعتراف الدوليين، حسب تعبيره. وأكد أنه لا يمكن أن يطلب من الأمم المتحدة حل جميع المشاكل التي لم تستطع دول عدة حلها في أفغانستان لعقود.
تواصل الإجلاء
من ناحية أخرى، تتواصل عمليات الإجلاء، إذ غادرت كابل اليوم رابع رحلة طيران قطرية تقل مواطنين أفغانا وأمريكيين وأوروبيين إلى الدوحة، وعلى متنها أكثر من 230 راكبا.
وبهذا العدد وُصفت الرحلة بأنها أكبر رحلة إجلاء منذ انتهاء عملية انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان نهاية أوت الماضي.
أهالي ضحايا الضربة الأمريكية يرفضون الاعتذار
رفض أهالي 10 قتلى في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في كابل الشهر الماضي اعتذار واشنطن، كما قُتل أفراد من حركة طالبان في تفجير بجلال آباد.
من جانب آخر، استؤنفت الدراسة للذكور بالمرحلتين الإعدادية والثانوية مع وعد بالسماح بعودة الطالبات قريبا.
واعتبر أقارب المدنيين الذين قتلوا “خطأ” في الهجوم أن الاعتذار الذي قدمته واشنطن “غير كاف” واصفين ما حدث بأنه جريمة حرب، ومطالبين بمحاسبة المسؤولين بموجب القانون الدولي.
وقال فرشاد حيدري ابن شقيق إزمراي أحمدي سائق السيارة التي استهدفتها الغارة الأمريكية “هذا لا يكفي. عليهم المجيء إلى هنا والاعتذار منا وجها لوجه”.
وأكد حيدري -الذي قتل شقيقه ناصر وأقاربه الصغار في الغارة- أن الولايات المتحدة لم تتصل بالعائلة مباشرة.
وأضاف الشاب البالغ 22 عاما، والذي قابلته وكالة الصحافة الفرنسية في منزل العائلة في كواجا بورغا، وهو حي شمال غرب كابل حيث كانت السيارة التي دمرتها الطائرة الأمريكية متوقفة وقت الحادث “عليهم أن يأتوا ويعوضوا” الضرر.
وفي 29 أوت، دمرت الولايات المتحدة السيارة لاعتقادها أنها “محملة بالمتفجرات” مؤكدة أنها أحبطت محاولة هجوم للفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية.
لكن غداة الضربة، أعلنت عائلة سائق السيارة أحمدي أنه كان يعمل لحساب منظمة غير حكومية، وأن 10 أشخاص قتلوا في الضربة معظمهم أطفال.
والجمعة، أقرّ الجيش الأميركي بمقتل 10 مدنيين أفغان في “خطأ مأساوي” ارتكبه عندما شن ضربة على آلية ظن أنها محملة بالمتفجرات نهاية أوت، وقدّم وزير الدفاع لويد أوستن “اعتذاره” عن هذا الخطأ.
استئناف التعليم
استؤنفت الدراسة في جميع مناطق أفغانستان للمرحلتين الإعدادية والثانوية بعد توقف دام شهرا.
واقتصر الحضور في المدارس على الطلاب الذكور تنفيذا لقرار وزارة التعليم، حيث دعت طالبان التلاميذ من الصف السادس إلى الـ 12 لاستئناف تعليمهم، دون الفتيات، ولكنها قالت إنها ستسمح للفتيات بمتابعة التعليم الثانوي.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في مقابلة لشبكة “سي إن إن” الأمريكية “إننا نقوم بمعالجة ذلك لإنشاء نظام نقل آمن للفتيات من الصف السادس إلى الـ 12”.