عاد ما يطلق على نفسه “تنظيم الدولة الإسلامية” أو “داعش” إلى واجهة الأحداث الدولية بعد أن أعلن فرعه في خراسان الأفغانية تبنيه لهجوم مطار كابول قبل أيام.
وقع هجوم كابل قبيل أيام قليلة من الموعد المحدّد لإنجاز القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان في 31 أوث الجاري، و أسفر عن مقتل 13 عسكريا أمريكيا وعشرات الأفغان.
ورد الجيش الأمريكي على الهجوم بشن ضربة جوية بواسطة طائرة بدون طيار. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على إثرها مقتل “هدفين مهمين” في التنظيم هما من “المخططين” و”العملاء”.
وحذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن من أن “هذه الضربة لن تكون الأخيرة”، و تعهد بمواصلة مطاردة المتورطين وجعلهم “يدفعون الثمن”.
وتتواصل تحذيرات الأمريكيين من هجوم “محتمل جدا” على مطار كابول اليوم أو غدا الإثنين، قبل أيام من انتهاء عمليات الإجلاء التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وقال بايدن في بيان: “أبلغني قادتنا بهجوم محتمل جدا خلال الساعات الـ24 الى الـ36 المقبلة.”
التأسيس
تأسس “تنظيم داعش – ولاية في خراسان” في أوائل عام 2015، بعد وقت قصير من إعلان التنظيم الرئيسي “الخلافة” في العراق وسوريا في 2014.
وخراسان هو الاسم القديم الذي يطلق على منطقة تضم أجزاء من أفغانستان الحالية وباكستان وإيران وآسيا الوسطى.
تمركز التنظيم عام 2015 في منطقة أشين الجبلية، في مقاطعة ننغارهار في شرق أفغانستان، وكذلك في منطقة كونار المجاورة.
ويتكون من منشقين عن حركة طالبان ومقاتلين آخرين، ويفيد تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر في جويلية الماضي أن أعداد مقاتلي التنظيم تتراوح بين 500 وبضعة آلاف. إلا أن تقييمات تشير إلى أن التنظيم يحتفظ بمجموعة أساسية من حوالي 1500 إلى 2200 مقاتل في مناطق صغيرة من مقاطعتي كونار وننغرهار.
تتكون المجموعة الأساسية في كونار بشكل أساسي من مواطنين أفغان وباكستانيين، في حين أن المجموعات الأصغر الموجودة في بدخشان وكوندوز وسار إي بول تتكون في الغالب من الطاجيك والأوزبك المحليين.
وفي تقرير للأمم المتحدة صدر في جوان الماضي، قدرت المنظمة الدولية أن هناك ما بين 8 آلاف و 10 آلاف مقاتل أجنبي في أفغانستان، وتحدثت تقارير عن تدفق المقاتلين من سوريا والعراق ومناطق الصراع الأخرى.
قاد “تنظيم داعش – ولاية في خراسان” حافظ سعيد خان، لكنه قتل عام 2016 خلال هجوم بطائرة مسيرة أمريكية، ومنذ جوان 2020، يقوده المدعو شهاب المهاجر الملقب بسناء الله، وفقا للأمم المتحدة.
في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020 أعلن عن هزيمة “تنظيم الدولة – ولاية في خراسان” في ولاية ننغرهار، بعد أن تكبد خسائر كبيرة جراء عمليات مشتركة بين الجيش الأفغاني والولايات المتحدة.
ووفقا لتقديرات الولايات المتحدة والأمم المتحدة، يعمل التنظيم منذ ذلك الحين من خلال خلاياه النائمة في المدن، وأعلن مسؤوليته عن بعض أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة في أفغانستان وباكستان.
وخلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 ، سجلت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان 77 هجوما منسوبا لـ “تنظيم الدولة – ولاية في خراسان”.
عداء مع حركة طالبان
يختلف “تنظيم داعش – ولاية في خراسان” عن حركة طالبان من حيث العقيدة والاستراتيجية، و هو يضع الحركة الأفغانية في خانة الأعداء مثلها مثل الأمريكيين، ويصفها في بياناته بالحركة “الكافرة”، وبأنها تطمح فقط إلى تشكيل حكومة محصورة في حدود أفغانستان.
ومنذ نشأته، حاول تجنيد أعضاء طالبان الأفغان مع استهداف مواقع الحركة في جميع أنحاء البلاد. إلا أن طالبان شنت هجمات وعمليات ضد عناصره ومواقعه.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” تحدثت عن ما اسمتها الحرب المخفية بين طالبان وما يعرف بولاية خراسان، التابعة لتنظيم داعش، وقالت إن وجود التنظيم في أفغانستان قد يكون واحدا من الأسباب التي قد تدفع المجتمع الدولي وبخاصة أمريكا لدعم طالبان.
ويرى مراقبون أن “تنظيم داعش – ولاية في خراسان” قد يستفيد من الوضع الراهن في أفغانستان، ونقل عن كولن كلارك، مدير مركز صوفان للبحوث الجيوسياسية في نيويورك قوله إن “انهيار الجيش الأفغاني هو تذكير غريب لما رأيناه في العراق عام 2011. أخشى أن يتكرر الوضع في أفغانستان، مع تطور تنظيم الدولة الاسلامية وانبعاث القاعدة..”