أشاد خبراء ومحللون وسياسيون عرب بدور الدبلوماسية الجزائرية في حل الأزمات الإفريقية والعربية، وشددوا على أهمية دورها في حل أزمة سد النهضة الإثيوبي.
قام وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة مؤخرا بجولة إلى الدول المعنية بأزمة سد النهضة، إثيوبيا، مصر والسودان، وأكد على ضرورة توصل الدول الثلاث إلى “حلول مرضية في ملف سد النهضة .”
“الجزائر قادرة على تحريك المفاوضات”
و تحدث أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، الدكتور طارق فهمي، بإسهاب عن دور الجزائر وعن امتلاكها لمعطيات كبيرة تسمح لها بالتعامل مع ملف سد النهضة بكل جدية، وعن قدرتها على تحريك المياه الراكدة في المفاوضات.
وأكدـ في مداخلة هاتفية لبرنامج “رأي عام” على قناة “تن” المصرية ـ أن الجزائر دولة هامة في النطاق الإقليمي على المستويين العربي والإفريقي، وأنها حصلت على الضوء الأخضر من الأطراف الثلاثة للتحرك بملف سد النهضة.
https://twitter.com/Lamamra_dz/status/1421498918261624836
وأوضح أن زيارة وزير الشؤون الخارجية لعمامرة إلى مصر والسودان وإثيوبيا كانت بمثابة ” جولة استطلاعية” بالنسبة للدول الثلاث، وقال إنها ركزت على التعرف على مواقف الأطراف المباشرة ومحاولة الإلمام بالملف الشائك.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن يعرض لعمامرة مخرجات جولته على الرئيس عبد المجيد تبون، الذي قد يرفع من مستوى وساطة الجزائر في الملف إلى القيام بدور مباشر مع الأطراف المعنية.
ورجح أن تبلور الجزائر” رؤية مباشرة لممارسة دور وسيط ” بين عواصم الدول الثلاث بملف سد النهضة، أو تطرح رؤية ومبادرة جديدة تعرضها على الاتحاد الإفريقي.
وأكد أن “حرص لعمامرة على العلاقة الإستراتيجية بين الجانبين العربي والإفريقي يعني أن ملف سد النهضة دولي”.
وأضاف أن الجزائر تمتلك المعطيات لممارسة دور حقيقي داخل الاتحاد الإفريقي والنطاق العربي.
ومن جهة أخرى، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن بلاده استنفذت كل الجهود والتحركات داخل الاتحاد الإفريقي بشأن ملف سد النهضة.
وقال إن الاتحاد الإفريقي لم يعد لديه ما يقدمه في ظل الضغوطات التي يمارسها الطرف الآخر على الأطراف المعنية.
“الدبلوماسية الجزائرية تشهد صحوة كبيرة”
من جهته، أشاد السفير علي الحنفي، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، بالدبلوماسية الجزائرية، وقال إنها تشهد صحوة كبيرة على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية.
وفي تصريح لموقع “مصراوي” أكد أن الوزير لعمامرة كان مسؤول الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي، وأن الجزائر لعبت دورا متميزا في الصراع الإثيوبي الإريتري على أحد الأقاليم الحدودية.
وأشار أيضا إلى أن الدبلوماسية المصرية والجزائرية بينهما علاقات تاريخية بجانب العلاقات المتميزة بين الجزائر وإثيوبيا.
ورأى مساعد وزير الخارجية المصري السابق، أن الجزائر ستدعم تعزيز آلية التفاوض، وتعزيز دور الاتحاد الإفريقي، لتقريب وجهات النظر والخروج بنتائج مرضية لكل الأطراف.
وأشار إلى أن مصر والجزائر تنسقان لتعزيز العلاقات العربية الأفريقية، وكشف أن العام المقبل سيشهد قمة إفريقية عربية في العاصمة السعودية الرياض.
وبدوره، أشار الخبير السوداني في الشؤون الإفريقية، عبدالمنعم أبوإدريس في تصريح لصحيفة ” العرب” على موقعها على شبكة الإنترنت إلى إمكانية لعب الجزائر لدور سياسي على مستوى تغيير مواقف الدول الثلاث بشأن أزمة سد النهضة.
وقال إن “المتغير المهم هنا أن التدخل الجزائري جاء بناء على طلب إثيوبيا ما يعني أنها تبحث عن جهة معتدلة ومقبولة من الأطراف الثلاثة..”
ومن جهته ، تحدث السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن دور الدبلوماسية الجزائرية، وقال لموقع “مصراوي” إن دولة الجزائر تفهم أحقية القاهرة والخرطوم في تأمين حقوقهما المائية، ويمكنها تقديم دعم فني لإثيوبيا وتحسين صورتها لدى الدول العربية.
وتحدث المسؤول المصري عن تدخل الجزائر على خط الوساطات الدولية، وأشار إلى محاولتها لإحداث اختراق في أزمة سد النهضة بين دولة المنبع، إثيوبيا ودولتي المصب، مصر والسودان.