أعيد رسميا في 31 جويلية الماضي فتح الطريق الساحلي الذي يربط بين شرق ليبيا وغربها والمغلق منذ نحو عامين، ويعول على أن تمهد هذه الخطوة لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب.
في ختام أعمال الجولة 11 للجنة العسكرية المشتركة “5+5” بمدينة سرت، خلال الفترة من 28 جويلية وحتى 30 من نفس الشهر، أعلن عن فتح الطريق الساحلي بعد تعثر لشهر كامل.
ومع الإعلان عن فتح الطريق الساحلي، أصبحت لجنة الترتيبات الأمنية التابعة لـ(5+5) هي المنوطة بكل الإجراءات الأمنية لضمان سلامة وأمن المارة على الطريق الممتدة حاليا من بوابة أبوقرين إلى بوابة الثلاثين غرب سرت.
وتمنع أية أرتال عسكرية من المرور، ودعت اللجنة في بيان الهيئات والجهات الرسمية إلى ضرورة التنسيق المسبق معها عبر لجنة الترتيبات الأمنية فيما يخص حركة الشخصيات والوفود الرسمية المستعملة للطريق.
وبسبب الحملة العسكرية التي شنّتها قوات المشير، خليفة حفتر في أفريل 2019، وتقدمها في غرب ليبيا باتجاه طرابلس، تم قطع الطريق الساحلي بين مدينتي سرت في وسط البلاد ومصراتة في الغرب.
أهمية الطريق الساحلي
أنشيء الطريق الساحلي عام 1937 في عهد الاحتلال الإيطالي، ويمتد على كامل الواجهة البحرية لليبيا، يبلغ طوله 1800 كيلومترا.
ويمر عبر مدن الساحل الليبي الكبرى وهي طبرق وبنغازي ومصراتة وسرت وطرابلس. ويمتد من الحدود المصرية شرقا إلى الحدود التونسية غربا.
وتكمن أهمية الطريق الساحلي في أنه يشكل الشريان التجاري الرئيسي لليبيا، وتنشط عليه معظم عمليات التبادل التجاري. ويسهل حركة النقل بين الشرق والغرب.
وتقع معظم موانيء تصدير النفط في ليبيا على الطريق الساحلي.
أبناء شعبنا الليبي الكريم في هذا اليوم المبارك تم استكمال فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرقنا الغالي و غربنا الحبيب ليتم رفع معاناة السفر عبر طرق صحراوية غاية في الصعوبة أثرت على أهلنا من النواحي الاقتصادية و الأمنية و الصحية و الاجتماعية
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) July 30, 2021
وهو طريق حيوي بالنسبة لليبيين، وسيؤدي فتحه إلى تخفيف المعاناة على المسافرين في كلا الاتجاهين، اذ اضطروا أثناء إغلاقه إلى قطع مسافات مضاعفة عبر طرق غير آمنة.
وكان حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، دشن في 20 جوان الماضي إعادة فتح الطريق الساحلي على الجانب الغربي، ولكن الطريق لم يفتح فعليا.
ترحيب داخلي وخارجي
أجمعت القوى السياسية في ليبيا على ترحيبها بفتح الطريق الساحلي، ورحب رئيس حكومة الوحدة الدبيبة، باستكمال فتحه، واعتبر ذلك “خطوة جديدة في البناء والتوحيد”.
ومن جهته قال حفتر إن “المؤسسة العسكرية تؤكد تجاوبها مع قرار فتح الطريق الساحلي”.
وخارجيا، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بالخطوة، واعتبر أن ذلك “يعد تطورا مهما طال انتظار الشعب الليبي له”.
ومن جهتها، البعثة الأممية للدعم في ليبيا رحبت أيضا بالخطوة، وهنأت الليبيين والأطراف المعنية المشاركة على هذه الخطوة التي وصفتها بـ”المهمة”.
وبدوره رحب السفير ريتشارد نورلاند المبعوث الأمريكي إلى ليبيا بافتتاح الطريق الساحلي، وأكد أن الخطوة “تساعد على إعادة توحيد البلاد، وتمهد الطريق لمزيد من التقدم في المهام العاجلة المتمثلة في اعتماد ميزانية الدولة وتحديد الأساس الدستوري والقانوني لانتخابات ديسمبر القادم.
وأشادت سفارة المملكة المتحدة في ليبيا بإعادة فتح الطريق الساحلي بالكامل، وشددت على أنه “يجب أن تكون هذه الخطوة الأولى للتخفيف من معاناة ملايين الليبيين، والتنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب القوات الأجنبية من داخل ليبيا”.
ورحبت أيضا سفارة فرنسا في ليبيا بالخطوة، وأكدت على “ضرورة الشروع الفوري في عملية إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، وحل الجماعات المسلحة، لتستعيد ليبيا سيادتها الكاملة”.
ومن جهتها، رحبت تركيا، بإعادة فتح الطريق الساحلي مصراتة – سرت، وعبرت عن أملها في أن تساهم هذه الخطوة، في إرساء الاستقرار الدائم والسلام والازدهار في البلاد، مع تسهيل الحياة اليومية للشعب الليبي.
إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية
من جهة أخرى، أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5), عن البدء في الإجراءات التحضيرية لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من كافة التراب الليبي، ودعت كافة الدول لتنفيذ قرارات مجلس الأمن في هذا الشأن، وكذلك مخرجات مؤتمري برلين 1 و 2.
وطالبت اللجنة بضرورة وجود مراقبين محليين في هذه المرحلة، وقالت إنه جرى تكليف عدد من الضباط الليبيين لمراقبة ما جرى الاتفاق عليه, وبسرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتواجد المراقبين الدوليين على الأرض للمساهمة في دعم آلية المراقبة الليبية.