اعتبر الدكتور عامر مصباح، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر أن خطاب ملك المغرب، محمد السادس الذي حاول فيه خطب ود الجزائر، يدخل في إطار سياسة الابتزاز التي يستخدمها المغرب في تعامله مع بلادنا.
وتحدث ملك المغرب ـ في خطاب بمناسبة الذكرى الـ 22 لعيد العرش ـ بلهجة مغايرة عن الجزائر، ودعا الرئيس عبد المجيد تبون إلى العمل في أقرب وقت ممكن على “بناء علاقات ثنائية أساسها الثقة وحسن الجوار بين الجزائر والمغرب، وفتح الحدود المغلقة منذ عام 1994.
وقال الأستاذ المتخصص في الدراسات الاستراتيجيةـ في اتصال هاتفي مع”الشعب أونلاين”ـ إنه يجب النظر إلى سلوكيات المغرب، لا إلى فحوى الخطاب الذي ألقاه محمد السادس.
وأشار إلى دعم المغرب للحركة الانفصالية” الماك”، في إشارة منه إلى تصريح ممثل المغرب في الأمم المتحدة، الذي أعلن فيه دعم بلاده لـ ” حق تقرير المصير للشعب القبائلي”.
وقال أيضا إن المغرب حاصر الجزائر دبلوماسيا بدعم إسرائيلي وفرنسي وخليجي، وجلب إسرائيل إلى حدود بلادنا، من أجل ابتزاز الجزائر.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، قد نددت في بيان لها، ب”انحراف خطير” للممثلية الدبلوماسية المغربية بنيويورك، التي قامت بتوزيع وثيقة رسمية على الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، يكرس محتواها “دعما ظاهرا وصريحا” للمغرب لما تزعم بأنه “حق تقرير المصير للشعب القبائلي”.
واعتبر الأستاذ الجامعي أن الجزائر تملك بعض الأوراق القوية التي يمكنها استخدامها للرد على استفزازات وسلوكيات المغرب، من بينها تغيير مسار تدفق الغاز عبر الأراضي المغربية، وقال ” لا يمكن أن يوجد خصم على حدودك ويستفيد من امتيازات أراضيك..”
ومن الأوراق التي يمكن لبلادنا استخدامها ـ يواصل المتحدث ـ هو تنشيط ملف الصحراء الغربية وإثارة ملف حقوق الإنسان على المستوى الدولي، بالتركيز على الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الصحراوي، وأيضا بخصوص الأمازيغ في الريف المغربي.
وقال إنه يمكن للجزائر أن تثير مسألة الانتهاكات التي يتعرض لها المعارضون في الريف المغربي.
المخدرات والبضائع الإسرائيلية
بشأن دعوة محمد السادس في خطابه إلى فتح الحدود بين الجزائر والمغرب، قلل مصباح من أهمية هذه الدعوة، وأوضح أن الأوساط الجزائرية تحدثت عام 1999 عن: ماذا ستستفيد الجزائر من فتح الحدود مع المغرب؟، أما اليوم فيدور الحديث عن: ماذا ستواجه الجزائر من فتح الحدود؟.
وتساءل الأستاذ الجامعي في اتصاله الهاتفي مع “الشعب أونلاين” عن جدوى فتح الحدود، و والمغرب شرع المخدرات لخلق بؤر المافيا، وجلب إسرائيل إلى حدود الجزائر.
وحذر من أن فتح الحدود مع المغرب لن يجلب للجزائر سورى تدفق المخدرات والبضائع الإسرائيلية.
ويذكر أن الحكومة المغربية صادقت في مارس الماضي على مشروع قانون يتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي المعروف بـ “الكيف”، والمرتبط بتجارة المخدرات.