قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا البروفيسور حمود صالحي، إن الحرب في أوكرانيا حرب استراتيجية تتعلق ببقاء حلف الأطلسي.
واستبعد في الوقت نفسه قيام أحلاف عسكرية على غرار أيام الحرب الباردة بعد نهاية الحرب في اوكرانيا. وذلك في “ضيف الشعب اونلاين” اليوم السبت.
مصير الناتو
وقال أستاذ العلوم السياسية، في رد على سؤال “جيوبوليتيكا” حول طلب السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، أنه مجرد مساندة للطرح الأمريكي باعتبار روسيا تهديدا. في ظل عدم توفر شرط الاجماع بفعل اعتراض أنقرة.
وأوضح أن هدف الولايات المتحدة الأمريكية من دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، هو إيجاد دور استراتيجي جديد لحلف الناتو الذي زالت مبررات وجوده.
واستند البروفيسور إلى عدد من المؤشرات عن تراجع الثقة الأوروبية في الولايات المتحدة الأمريكية، منها انسحابها من أفغانستان دون إخطار الشركاء في الحلف الناتو.
وإلغاء استراليا صفقة للغواصات أبرمتها مع فرنسا، ثم إبرام اتفاق يوكوس بي الولايات المتحدة الأمريكية أستراليا والمملكة المتحدة. إلى جانب رغبة اوروبا في إنشاء جيش أوروبي موحد.
حرب استراتيجية
والأهم من ذلك، قال المتحدث إن نقاشا فتح قبيل الحرب الأوكرانية في حول مفهوم الناتو بعد اتفاق مدريد. واتضح انه لابد من إيجاد عدو خارجي جديد يضمن استمرار الناتو.
ليستخلص أن الحرب في أوكرانيا هي حرب استراتيجية تخص استمرار الناتو بصفته أداة الهيمنة الأمريكية على أمن أوروبا.وإضعاف روسيا وحماية اقتصاد أمريكا.
وأضاف ان حائجة كرونا ثم الحرب في اوكرانيا، أوجدت نظرة جديدة وهي الاهتمام بالاقتصاد الوطني، حيث اتخذت الدول سياسات حمائية خلال الجائحة.
الحرب في اوكرانيا غيرت مفهوم الاعتماد المتبادل من رابح -رابح إلى رابح -خاسر، يقول صالحي، بسبب فرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا. فتضررت روسيا، لكن الغرب أيضا تضرر.
أمريكا تتراجع
وعن تراجع أمريكا عن سياستها التدخلية، أشار المتحدث إلى ان ذلك تعلق تاريخيا بالاجماع الوطني حول السياسة الخارجية لأمريكا.
ففي نهاية الحرب العالمية الأولى رفض الكونغرس الانضمام إلى عصبة الأمم، وكان ذلك رغبة في عدم الانخراط في السياسة الدولية. وفي حرب الفيتنام انسحب تحت تأثير الرأي الاعام المحلي بعد الفظائع التي اتكبها الجيش الأمريكي هناك.
وكذلك الأمر في الحرب الوكرانية الحالية، حيث وبعد ان مست تداعياتها يوميات المواطن الأمريكي، بسبب غلاء الأسعار صار يطالب بتراجع امريكا عن الانخراط في حروب أخرى.
ويتضح ذلك، اضاف، من خلال تهديد امريكا للدول التي لم تساندها في العقوبات ضد رسيا. واعتبارها أن من ليس معها فهو ضدها، اعتراف بتعددية قطبية، وانها لم اتعد المهمنة على العالم.
واستبعد البروفيسور حمود صالحي أن تسفر نهاية الحرب في أوكرانيا عن تحالفات عسكرية خاصة بين روسيا والصين، رغم توافقهما حاليا.