فشل مجلسا الأمن الدولي والسلم والأمن الأفريقي في التوصل إلى اتفاق بشأن الموقف مما جرى بالسودان، وسط تباين في المواقف داخل السودان.
قالت الخارجية الأميركية إن بلينكن تحدث -في اتصال هاتفي مع حمدوك- ورحب بإطلاق سراحه، وجدد المطالبة بإطلاق بقية المعتقلين.
وأضافت أن الوزير أعرب عن قلقه إزاء استمرار استيلاء الجيش على السلطة في السودان.
واختتم مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة، الثلاثاء، بشأن التطورات في السودان، دون التوصل إلى اتفاق على موقف موحد.
ورُفعت جلسة عقدها مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن السودان دون التوصل إلى اتفاق، وتَقرر أن تُستكمل في وقت لاحق.
وظهر طرف يعتبر ما حدث في السودان انقلابا يخرِق مواثيق الاتحاد الأفريقي، وبالتالي يميل إلى تعليق العضوية وفرضُ العقوبات وعدم التعامل مع منفذيه، ومطالبةُ المجتمع الدولي بعزل النظام في السودان.
والطرف الثاني يرى أنه من الضروري التواصلُ والحوار، والاستماع إلى الجانب السوداني قبل اتخاذ أي قرار.
مخاطر
قال مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد يمكن أن يعلق مساعدته المالية للسودان بعد الانقلاب، إذا لم يعد الوضع فورا إلى ما كان عليه.
وأضاف بوريل أن ما حدث محاولة لتقويض الانتقال نحو الديمقراطية في السودان.
وقالت الخارجية الألمانية إن “الانقلاب العسكري في السودان تطور كارثي يضع البلاد في وضع محفوف بالمخاطر”.
وأضاف البيان الألماني أن الإجراءات التي أعلنها الفريق أول عبد الفتاح البرهان تجعل مستقبل السودان الديمقراطي والسلمي موضع تساؤل.
رفض وتأييد
يستمر الانقسام داخل السودان بشأن ما حدث بقرار عسكري. وترى قوى “الحرية والتغيير- مجموعة الميثاق الوطني” إن ما جرى في البلاد قرارات شجاعة تمثل خطوة أولى لتحقيق جميع المطالب.
ودعت مجموعة الميثاق الوطني جميع الأطراف، إلى تقليل حدة التوترات السياسية. واقترح بيان المجموعة توسيع دائرة المشاورات والمشاركات، لتشكيل حكومةِ كفاءات مستقلة ديمقراطية.
عصيان
استيقظت العاصمة الخرطوم ومدنها الثلاث (الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان) صباح الثلاثاء، على شوارع رئيسة وطرق داخلية مغلقة تماما بعد أن وضع المحتجون الحواجز وإطارات السيارات المشتعلة منعا لحركة المرور.
وامتد الشلل إلى مرافق عامة وحركة مواصلات عامة ومؤسسات خدمية بما فيها الصيدليات، في حين اضطرت المدارس والجامعات إلى إغلاق أبوابها، ولا تزال خطوط الإنترنت والهواتف مقطوعة، على الرغم من إعلان عودتها بالتدريج.
وواصل السودانيون لليوم الثاني على التوالي، الثلاثاء، احتجاجاتهم رفضا لاستيلاء الجيش على السلطة، فيما أصدر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قرارات حل النقابات والاتحادات المهنية، بعد يوم من الانقلاب على حكومة علد الله حمدوك.
وكان البرهان أعلن، الاثنين، تعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية، مع التأكيد على الالتزام بمعظم موادها، والتمسك باتفاق جوبا للسلام، كما أعلن حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء.
تعليق المساعدات
وعلقت الولايات المتحدة مساعداتها للسودان، ابتداء من يوم أمس، على خلفية اعتقال العسكريين مسؤولين مدنيين في الحكومة ، واعتبرت أن اعتقال مسؤولين مدنيين في الحكومة السودانية يقوض انتقال البلاد إلى الحكم المدني الديمقراطي.
وقالت الخارجية الأمريكية إن قرار تعليق المساعدات المقدرة بـ 700 مليون دولار. جاء نتاج “مخاوف مشروعة” حول عملية الانتقال في السودان.
وشهدت الخرطوم أمس الاثنين اشتباكات بين القوات الأمنية والعسكرية من جهة والمتظاهرين الرافضين لاستيلاء الجيش على السلطة من جهة أخرى، وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 140 آخرين.