بينما تستمر حركة طالبان منذ عودتها إلى السلطة في تقديم التطمينات للأفغانيين وللمجتمع الدولي، تعلن قوى دولية أنها ستحكم على أفعال الحركة وليس على أقوالها.
وعود حركة طالبان
في أول مؤتمر صحافي لهم في العاصمة كابول، حرص متحدثون باسم حركة طالبان على طمأنة العالم.
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد أمام الصحافيين المحليين والأجانب إن الحركة عفت بشكل تام عن كل من هم في المعسكر المعارض، وقال إنهم لا يسعون للانتقام.
وأكد أن النظام الجديد للحركة سيكون مختلفا عن حكمها السابق بين 1996 و2001 ، وتعهد بالسماح للنساء بالعمل “في إطار التقيد بمبادئ الإسلام”.
وعملت حركة طالبان أمس على إعادة تشغيل المرافق والمؤسسات في كابول، ودعت الموظفين الحكوميين للعودة إلى العمل، ومزاولة حياتكم الطبيعية بثقة تامة.
وأعادت فتح بعض المحلات التجارية مع عودة شرطة المرور إلى الشوارع.
ومن جهة أخرى، يجري ممثلو حركة طالبان مشاورات مع قوى سياسية أفغانية في إطار مساعي تشكيل الحكومة.
واجتمع رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، عبدالله اليوم الأربعاء في كابول لرئيس السابق حامد كرزاى.
واجتمع عبدالله، مع أنس حقاني، العضو البارز بحركة طالبان، والزعيم البارز لشبكة حقانى.
وكان متحدث باسم طالبان، كشف فى مؤتمر صحفى سابق أن الحركة تريد أيضا مشاركة السلطة مع القوى السياسية الأخرى.
مواقف دولية
يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المواقف الدولية بشأن ما سيكون عليه حكم حركة طالبان في أفغانستان.
وأعلنت الصين ــ التي تتشارك حدودا مع أفغانستان تمتد بطول 76 كيلومترا ــ أنها مستعدة لإقامة “علاقات ودية” مع حركة طالبان.
ومن جهتها، رأت روسيا في تأكيدات طالبان بشأن حرية الرأي “إشارة إيجابية”، وكانت أعلنت أنها مستعدة لإجراء محادثات مع الحركة الأفغانية، وأبقت أيضا سفارتها مفتوحة في كابول.
و رحبت تركيا بما وصفته “رسائل إيجابية” صدرت عن طالبان، فيما أبدت إيران بوادر انفتاح.
أما الولايات المتحدة، فأكدت أنها قد تعترف بحكومة طالبان إذا “حافظت على الحقوق الأساسية لشعبها”، لا سيما النساء.
وذهبت بريطانيا في نفس السياق، إذ قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون إن لندن ستحكم على الحركة الأفغانية من خلال “أفعالها وليس أقوالها”.
وكان جونسون دعا دول العالم إلى عدم الاعتراف الأحادي بحكومة طالبان حال تشكلت، في إشارة إلى أن ضرورة أن يكون هناك ضغط دولي على الحركة الأفغانية.
في حين دعا وزير الخارجية الأوروبي، جوزيف بوريل الاتحاد الأوروبي إلى التحاور مع طالبان “في أسرع وقت لأنها انتصرت في الحرب”، وذلك “لتفادي كارثة إنسانية وربما على صعيد الهجرة”.
لكن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أعربا في بيان مشترك عن قلقهما، ودعوا حركة طالبان إلى تجنب “كافة أشكال التمييز وسوء المعاملة” تجاه النساء.
ووقعت 19 دولة غربية بينها المملكة المتحدة على بيان أعربوا فيه عن قلقهم بشأن “النساء والفتيات في أفغانستان، حيال حقوقهنّ في التعليم والعمل وحرية التنقل..” ودعوا قادة طالبان إلى ضمان حمايتهن.
و أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن جلسة خاصة في 24 أوث الجاري في جنيف لبحث “بواعث القلق الجدية” بشأن حقوق الإنسان في أفغانستان.