بينما يهلل المغرب “الرسمي” لزيارة وزير خارجية إسرائيل، يئير لابيد إلى الرباط، ويعقد معه الاتفاقيات، يندد رافضو التطبيع بهذه الزيارة ويعتبرونها مستفزة وتتناقض مع موقف الشعب المغربي وقواه الحية برفض كافة أشكال التطبيع.
أصدرت ” الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع” بيانا نشرته في صفحتها على موقع فيسبوك، نددت فيه بزيارة الوزير الإسرائيلي يومي 11 و12 أوث الجاري إلى المغرب.
واستهلت الجبهة بيانها بـ”لا أهلا ولا سهلا بالمجرم يئير لابيد وزير خارجية العدو الصهيوني ببلادنا..”
ووصل الوزير الإسرائيلي اليوم الأربعاء إلى العاصمة الرباط، في زيارة رسمية هي الأولى منذ توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات بين الطرفين.
وأدانت الجبهة المغربية بشدة هذه الزيارة التي وصفتها بالمستفزة، وأكدت رفضها ” القاطع لدخول هذا الصهيوني إلى بلادنا لاعتبارات واضحة تتعلق بطبيعة الكيان الصهيوني وجرائمه المستمرة في حق الشعب الفلسطيني..”
وقالت إن الزيارة تأتي في وقت يصعد فيه العدو الإسرائيلي من أعماله الإجرامية بشكل يومي ضد الفلسطينيين، ومع ذلك “لم يحرك النظام المغربي ساكنا ومعه الحزب الذي وقع أمينه العام ورئيس الحكومة اتفاقية العار يوم 10 ديسمبر 2020 والأحزاب المطبعة التي باركتها وهللت وصفقت لها.”
ويشير البيان إلى رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني المنتمي لحزب العدالة والتنمية، والذي وقع على وثيقة اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل في ديسمبر 2020.
وتؤكد الجبهة أن هدف زيارة الوزير الإسرائيلي هو “تدشين مقر تمثيلبة الكيان الاستعماري الصهيوني العنصري”، وإعطاء دفعة أخرى لعملية التطبيع وتعميقها على كافة الأصعدة العسكرية والمخابراتية والسياسية والاقتصادية والسياحية والرياضية والثقافية والتربوية، “بعدما تم فتح الباب أمام مجرمي الحرب وتسيير خطوط للرحلات الجوية مؤخرا.”
وتنتقد الموقف المغربي من مسألة انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب، وقالت في بيانها إن النظام والأحزاب الملتفة حوله سكتوا على هذا الانضمام ” في الوقت الذي تحرك فيه أحرار العالم لإدانة هذا الكيان العنصري..ّ
“وقع اتفاق التطبيع ولا يلتقي الوزير الإسرائيلي”
من جهته، تحدث الكاتب والصحفي المغربي المنفي، علي لمرابط عن زيارة الوزير الإسرائيلي إلى المغرب، وأكد أن الزيارة تكتسي طابع “تراجيديا كوميدية مغربية-مغربية” لأن رئيس الحكومة، العثماني أعلن رفضه لقاء المسؤولالإسرائيلي.
وفي مقال بعنوان “زيارة يائير لابيد، تراجيديا كوميدية”، نشره في “ميدل إيست آي”، قال لمرابط إن هذا المسؤول (أي العثماني) الذي لا يريد مصافحة يائير لابيد، هو من أيد توقيع اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني في 22 ديسمبر 2020,
وأشار إلى تصريح العثماني قبل بضعة أشهر برفضه لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني، ثم فسر “تنازله الغريب” بالتجند الدائم للحكومة وراء الملك محمد السادس في مختلف المبادرات التي أطلقها لصالح المصالح العليا للمملكة، حسب ما يؤكد مرابط.
وأضاف لمرابط أن “لابيد يدرك أن السلطة الحقيقية ليست في الحكومة أو البرلمان بل بين يدي الملك الذي يتخذ أي قرار يعتبره مهما دون استشارة أحد..”
وسبق لرئيس حكومة المغرب وأن أعلن أمام اجتماع لحزب العدالة والتنمية “أن المغرب يرفض أي تطبيع مع الكيان الصهيوني، لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني..” ورغم ذلك وقع العثماني ـ الذي يترأس الحكومة منذ 2017 ــ شخصيا على اتفاق التطبيع مع إسرائيل في ديسمبر 2020.
وفي حوار صحفي نشر أمس، أعلن رئيس حكومة المغرب عدم إدراج لقاء بينه وبين الوزير الإسرائيلي في برنامج الزيارة.
ووصف التطبيع مع إسرائيل بـ “القرار المؤلم”، وقال العثماني: “قرار التطبيع مع إسرائيل مؤلم وصعب، لكن المصلحة الوطنية أعلى بكثير، لكن الأهم أن الملك بنفسه مع اتصال مع الرئيس الفلسطيني، وأشار إلى أن المغرب في مواقفه من القضية الفلسطينية ومن كفاح الشعب الفلسطيني لم يتغير..”
وبوساطة أمريكية، اتفقت إسرائيل والمغرب في ديسمبر 2020 على “استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة الرحلات الجوية المباشرة”، وذلك مقابل اعتراف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو الاعتراف الذي ظل حبرا على ورق.