تهديد المشير، خليفة حفتر بالعودة إلى اقتحام طرابلس، وحديث الأمريكيين عن” حبوب سامة” لإفشال الانتخابات الليبية، وتراوح الأزمة الليبية مكانها، يطرح تساؤلات بشأن الفترة القادمة.
فشل الليبيون في ملتقى جنيف الذي عقد على مدى خمسة أيام، في التوصل إلى توافق بشأن القاعدة الدستورية التي يفترض أن تجري بمقتضاها الانتخابات العامة المقررة في 24 ديسمبر المقبل.
وأقرت الأمم المتحدة ـ التي ترعى المحادثات ـ بالفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن القاعدة الدستورية، وهو ما صرح به رايزدون زينينغا، الذي يشغل منصب منسق بعثة الأمم للدعم في ليبيا (أونسميل).
وأكدت المنظمة الأممية في ختام ملتقى جنيف السويسرية أن” الاختلافات ما تزال تتسبب في الانقسام” بين الليبيين، لكنها تعهدت بالاستمرار في العمل مع الليبيين.
وكان من المقرر أن يضع اجتماع ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، الأساس الدستوري لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر المقبل.
اتهام حفتر بعرقلة الانتخابات
وبينما دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة في تغريدة له على موقع تويتر إلى تغليب المصلحة العامة، اتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، المشير حفتر بعرقلة التوافق في جنيف.
https://twitter.com/libyaalahrartv/status/1411236169191288832
ونقلت قناة “الأحرار” الليبية عن المشري قوله ” حفتر هو من عرقل التوافق في جنيف..”، وقال إنه أرسل ابنه إلى جنيف للضغط على بعض أعضاء ملتقى الحوار للذهاب إلى الانتخابات مباشرة دون دستور.
وأشار إلى أن خارطة الطريق نصت على إحالة المسار الدستوري لمجلسي النواب والدولة، قبل التوافق عليه في جانفي الماضي.
وأوضح رئيس مجلس الدولة في ليبيا، أن “ملتقى الحوار تعثر بسبب تعنت بعض الأطراف، ومحاولة فرض انتخابات دون شروط محددة للترشح..”
ودعا المشري، حفتر إلى نزع بزته العسكرية والتخلي عن جنسيته الأجنبية وتسوية وضعه القانوني مع جرائم الحرب، بحسب وصفه.
وكانت اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار الليبي أوصت بعدم أحقية حملة الجنسية المزدوجة والمتزوجين بأجنبيات والصادرة بحقهم أحكام قضائية نهائية، بالترشح للانتخابات الرئاسية.
وبالتزامن مع هذا الاتهام، نقل صحفي ليبي مقرب من حفتر أن هذا الأخير هدد بالعودة إلى اقتحام العاصمة طرابلس في حال فشل خيار إجراء الانتخابات.
وفي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، كتب الصحفي الليبي، محمد حسان المصراتي أن حفتر قال : “مازلنا عند رغبة الأصدقاء و الحلفاء وسنذهب في الحل السياسي حتى النهاية المرسومة في خارطة الطريق و هي الانتخابات.. ”
وأضاف حفتر ” وإن لم نصل لحل، فإن قواتكم المسلحة مستعدة مرة أخرى لتحرير العاصمة من المليشيات و المجرمين..”
“حبوب سامة”
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فاتهمت بعض أعضاء الحوار الليبي في جنيف، بمحاولة عرقلة الانتخابات العامة المقررة في ديسمبر المقبل.
وكشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند أن القادة السياسيين في ليبيا قدموا لواشنطن “تأكيدات واضحة” بأنهم يدعمون الانتخابات المقبلة.
وقال المبعوث الأمريكي ـ في بيان نشرته السفارة الأمريكية لدى ليبياـ ” “لقد تابعنا عن كثب اجتماعات الملتقى في جنيف هذا الأسبوع، بما في ذلك العديد من الأعضاء الذين يبدو أنهم يحاولون إدخال “حبوب سامة” تضمن عدم إجراء الانتخابات..”
وأوضح أن محاولة عرقلة الانتخابات تتم، “إما عن طريق إطالة العملية الدستورية، أو من خلال خلق شروط جديدة يجب تلبيتها لإجراء الانتخابات..”
وأكد نورلند استعداد واشنطن “لمساعدة حكومة الوحدة الوطنية على تقديم الخدمات الأساسية والتحضير للانتخابات الوطنية حتى انتهاء ولايتها في ديسمبر..”
سجال ومقترحات
وشهد ملتقى الحوار الليبي في جنيف، سجالا بشأن القاعدة الدستورية التي ستجري على أساسها الانتخابات، لا سيما مسألة انتخاب الرئيس وشكل الهيئة التشريعية.
وانحصر السجال على مسائل انتخاب الرئيس من قبل البرلمان، أو بالاقتراع السري.
نحث كافة الأطراف الوطنية و البعثة الأممية للإضطلاع بمسؤولياتهم و تغليب المصلحة العامة و التوافق حول صيغة كفيلة بإجراء الإنتخابات في موعدها و تمكين الشعب الليبي من ممارسة حقه في الإنتخاب.
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) July 2, 2021
وانتقل الجدل إلى الهيئة التشريعية، بشأن ما إذا كانت ستشكل من غرفة واحدة أم من غرفتين، أي مجلس النواب يتشكل من 200 عضو, ومجلس الشيوخ من 120 عضوا.
وتجادل المشاركون أيضا حول مكان المقرات الرئيسية للهيئة التشريعية، بنغازي، وسبها، والعاصمة طرابلس.
وطرحت لجنة التوافقات في ملتقى الحوار السياسي, ثلاثة مقترحات وضعتها أمام أعضاء الملتقى للتصويت على أحدها، وذلك بعد انتهاء اجتماعاتها في جنيف.
يتضمن المقترح الأول، إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة في 24 ديسمبر دون أية قيود على حق الترشح وفق قاعدة دستورية مؤقتة.
ويؤكد المقترح الثاني، على مسألة الذهاب إلى انتخابات برلمانية فقط, يليها استكمال المسار الدستوري، وتنظيم انتخابات رئاسية على أساس دستور دائم.
و ينص المقترح الثالث على إجراء الانتخابات في موعدها بموجب الدستور المعدل.
وعقد اجتماع جنيف، بعد مؤتمر برلين 2 حول ليبيا الأسبوع الماضي، والذي شدد في ختام أشغاله على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المحدد.
وشدد مؤتمر برلين أيضا على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا من أجل توفير الظروف لإجراء الانتخابات.