سياسي فلسطيني، يعد من أبرز قيادات حركة التحرير الوطني (فتح)، يعرف بمهندس اتفاق أوسلو، ويتولى السلطة الوطنية الفلسطينية منذ 2005.
ولد محمود عباس،ويدعى أيضا”أبو مازن”، في 26 مارس 1935 في مدينة صفد في الجليل بشمال فلسطين. هاجرت عائلته إثر نكبة 1948 إلى الأردن ثم إلى سوريا.
ولمحمود عباس ثلاثة أولاد، اثنان منهما يديران شركات اقتصادية، وأكبرهم توفي إثر نوبة قلبية في 2001.
درس الأدب العربي واللغة الإنجليزية في جامعة دمشق، والتاريخ في جامعة روسية بالعاصمة موسكو.
حصل على الدكتوراه في 1982 في قسم السياسة الإسرائيلية، حيث كانت أطروحته عن العلاقات بين الصهيونية والنازية.
عمل مدرسا في دولة قطر، ثم مديرا لشؤون الموظفين في وزارة التربية والتعليم في الإمارة لغاية 1970، عندما ترك العمل وتفرغ كليا للعمل الوطني الفلسطيني.
انخراط في العمل السياسي
انخرط عباس في عضوية حركة فتح التي أسسها الزعيم الراحل، ياسر عرفات ورفقاء له في الكويت في أواخر الخمسينيات.
وعين في1968 عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني، ثم عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في 1980.
و اختير في 1996، أمينا عاما لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما جعله الرجل الثاني في القيادة الفلسطينية.
يعرف عن عباس بأنه من أوائل السياسيين الفلسطينيين الدين تفاوضوا سرا وعلانية مع الإسرائيليين.
شارك في 1989 المفاوضات السرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من خلال وسطاء هولنديين، ونسق المفاوضات أثناء مؤتمر مدريد للسلام في 1991.
تولى التوقيع عن الجانب الفلسطيني على اتفاقية أوسلو في 13 سبتمبر 1993، ثم وقع ما عرف باتفاقية أوسلو الثانية بعد عامين.
وفي السر، أجرى عباس مفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، يوسي بيلين، أسفرت عن وثيقة عرفت بـ”وثيقة أبو مازن ــ بيلين”. وتضمنت تصورات بشأن مستقبل اللاجئين الفلسطينيين، والقدس والمستوطنات.
رئاسة السلطة
في 19 مارس 2003، شغل أبو مازن منصب أول رئيس وزراء في السلطة الفلسطينية، ثم تخلى عنه بعد ستة أشهر بسبب خلافه مع الراحل عرفات.
وبعد وفاة عرفات في 11 نوفمبر 2004، عادت السلطة إلى عباس، وانتخب رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في 9 جانفي 2005.
وتولى أيضا قيادة حركة فتح، ورئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وبعد حوالي عامين على توليه رئاسة السلطة الفلسطينية، بدأت أولى متاعب أبو مازن، حيث حدث الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني في 2007.
فقد أدت الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 جانفي 2006 إلى فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على بأغلبية مقاعد البرلمان الفلسطيني.
وفي 14 جويلية 2007، سيطرت حماس على قطاع غزة، وغادر مسؤولي حركة فتح القطاع، وحلت حكومة الوحدة الوطنية.
وعرفت حركة فتح في عهد عباس مشاكل وانشقاقات، ووجهت تهم بالفساد لأطراف داخل السلطة الفلسطينية.
وفصل محمد دحلان، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح من منصببه في 2011.
وأثارت مواقف سياسية لأبو مازن بشأن بعض القضايا الفلسطينية استياء شريحة واسعة من الفلسطينيين، أبرزها إدانته في أكثر من مناسبة للمقاومة المسلحة.
ونقل عن عباس قوله في حوار مع قناة مصرية في أكتوبر 2014 ، إنه “يرفض المقاومة المسلحة تماما”، وإنه يؤيد المقاومة الشعبية من خلال الحلول الدبلوماسية والسياسية.
ويواجه عباس أيضا انتقادات لمواصلة التنسيق الأمني مع إسرائيل، ويقول معارضوه إن هذا مكن إسرائيل من احتلالها أراضي الضفة الغربية.
و”التنسيق الأمني”، هو أحد بنود اتفاق أوسلو، وينص على تبادل المعلومات بين الأمن الفلسطيني وإسرائيل.