تحدث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عن “تصريحات خطيرة” لسفير المغرب لدى الأمم المتحدة عن الجزائر، وعن الدور الجزائري في حلحلة الخلاف المصري والسوداي والإثيوبي حول سد النهضة، وعن تونس، وأشياء أخرى للدبلوماسية فيها كلمات خاصة..
قال الرئيس تبون، في لقاء دوري مع ممثلي وسائل الاعلام الوطنية، بُث مساء الأحد، “لم يكن هناك تجاوب من المغرب، للمشكل، في الظرف الحالي، عقب استدعاء الجزائر سفيرها لدى المملكة للتشاور، على خلفية تصريحات ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة”.
ووصف الرئيس تصريحات سفير المملكة المغربية في نيويورك، عمر هلال، ضد الجزائر، بـ “الخطيرة”، وقال بالحرف الواحد: “دبلوماسي مغربي صرح بأمور خطيرة، فاستدعينا على أساسها سفيرنا بالرباط، للتشاور، وقلنا إننا سنمضي إلى أبعد من ذلك، لكن لم يكن هناك أي تجاوب من قبل المغرب”.
وجاء تصريح الرئيس تبون، ردا على سؤال حول موقف الجزائر من تصريح الملك المغربي محمد السادس، الذي قال فيه إن “يده ممدودة تجاه الجزائر”، ودعا الى فتح الحدود المغلقة بين البلدين.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، استدعت سفير الجزائر لدى الرباط للتشاور، إثر غياب أي رد إيجابي لدعوة أرسلتها وزارة الخارجية للمملكة المغربية، لتوضيح موقفها النهائي من الوضع “بالغ الخطورة”، الناجم عن التصريحات المرفوضة لسفيرها بنيويورك.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه “نظرا لغياب أي صدى إيجابي ومناسب من قبل الجانب المغربي، تقرر استدعاء سفير الجزائر بالرباط، فورا، للتشاور، كما لا يستبعد اتخاذ إجراءات أخرى، حسب التطور الذي تشهده هذه القضية”.
الصحراء الغربية
وعن القضية الصحراوية، قال الرئيس تبون، إن القضية موجودة بين أيدي الأمم المتحدة، وفي لجنة تصفية الاستعمار. وأعرب عن استعداد الجزائر لاحتضان أي لقاء بين الجمهورية الصحراوية والمغرب، ووضع الإمكانيات الضرورية لذلك تحت تصرفهما.
وأكد رئيس الجمهورية أن الجزائر، كعضو ملاحظ، لن تفرض أي قرار على الصحراويين.
“ما يحدث في تونس شأن داخلي”
وأكد الرئيس تبون أن ما يحدث في تونس شأن داخلي، وأن هذه الأخيرة قادرة على حل مشاكلها بنفسها، دون أي ضغط خارجي.
وقال إن الجزائر ترفض ضغط أي كان على تونس، والتدخل في شؤونها الداخلية.
وأوضح بقوله: “من طبع الجزائر كفرد ووطن، رفض التدخل في شؤوننا الداخلية، ومنه فنحن لا نتدخل في الشأن التونسي الداخلي.. ولا نفرض عليها أي شيء”.
وأضاف “يد المساعدة ممدودة للشقيقة تونس، ونحن معها في السراء والضراء”.
وصرح: “تونس ماضية نحو حل مشاكلها الداخلية”، مرجعا الأزمة القائمة حاليا، الى أن تونس “اختارت نظاما لا يتماشى مع تركيبة العالم الثالث، لكن ما يحدث يبقى أمرا داخليا”.
“متفائل بنجاح المبادرة الجزائرية عن سد النهضة”
وأعرب رئيس الجمهورية عن “تفاؤله “بنجاح المبادرة الجزائرية بخصوص ملف سد النهضة الإثيوبي، مؤكدا ضرورة تجاوب كبير جدا من أطراف الأزمة مع هذه المبادرة.
وأضاف تبون، أن المبادرة “جزائرية ولم تملى علينا”، داعيا الدول الثلاث إلى” التحلي بالحكمة والمنطق من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة”.
ودعا الرئيس الدول المعنية الى “التجاوب” مع المبادرة الجزائرية، الداعية إلى عقد لقاء مباشر بين مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل إلى حل لخلافاتها حول الملف.
للإشارة، طرحت المبادرة الجزائرية بعد بلوغ أزمة سد النهضة نقطة الانسداد، وبعدما رفض مجلس الأمن الدولي تبنّيها على اعتبار أنها أزمة إقليمية، وفشل الاتحاد الأفريقي في إرضاء الأطراف المتنازعة.
وكان وزير الخارجية رمطان لعمامرة قام مؤخراً بجولة إقليمية إلى إثيوبيا وتونس ومصر والسودان، اطلع خلالها على التطورات في المنطقة وأجرى مشاورات حول الانشغالات والاهتمامات العربية والافريقية علاوة على الاستعدادات للاستحقاقات الهامة، بما فيها عقد القمة العربية المقبلة بالجزائر.
الدبلوماسية الجزائرية
وقال رئيس الجمهورية إن الدبلوماسية الجزائرية رجعت إلى مكانها الطبيعي، وأن “كلمتها كانت مسموعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة” مذكرا في هذا الصدد أنه “في عام 1994، استخلصت دراسات استراتيجية للولايات المتحدة، أن في القارة الإفريقية ثلاث دول محورية ومؤثرة، هي الجزائر، جنوب إفريقيا، ونيجيريا”.
وأضاف: “الجزائر اليوم رجعت إلى مكانتها الحقيقة”، مشيرا إلى أنه عند انتقاله إلى أديس أبابا، كل الرؤساء والاصدقاء طالبوه بعودة الجزائر إلى دورها الرائد في المنطقة. وقال “فوجئت بالأمر، حتى وأن كان بعض الجزائريين لا يؤمنون بقوة تأثير الجزائر، لكن الأجانب معترفين بنفوذها”.