قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش إن هناك رغبة ألمانية في إعادة احياء مؤتمر برلين. وأوضح أن المؤتمر يعتبر السبيل الأكثر فائدة لتجنب السيناريو الأسوء في ليبيا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمناسبة تولي الممثل الأممي الجديد عبد الله باتيلي، مهامه في ليبيا.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيرش صعوبة المهمة التي تنتظر رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باتيلي. وقال في مؤتمر صحفي أمس الأحد إنه ” من الصعب معرفة التحدي الأكبر الذي سيواجهه باتيلي في مهمته في ليبيا”. وشدد غوتيرش على ضرورة الحفاط مكاسب المرحلة الماضية خاصة ما تعلق باستمرار اتفاق وقف إطلاق النار. والمحافظة على الاستقرار بأي ثمن. و”ضرورة التوصل سريعا لاتفاق بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، للسماح بإجراء التغييرات القانونية اللازمة لإجراء الانتخابات”.
تجنب الأسوأ
قال الأمين العام الأممي إن الخارجية الألمانية تنوي إعادة احياء مؤتمر برلين، باعتباره الأداة الدولية الأكثر فائدة لتجنب السيناريو الأسوأ في ليبيا والوصول إلى حل ممكن للأزمة”. وخلص مؤتمر برلين المنعقد يومي 22 و23 جوان 2021 إلى ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا”دون تأخير”. وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية “حرة ونزيهة”. والالتزام بالعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة وتقودها ليبيا.
وفي هذا السياق، شرع الممثّل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ” أنسميل”عبد الله باتيلي، في مزاولة مهامه خلفا لـ”يان كوبيتش الجمعة الماضي من طرابلس. وأكد باتيلي حرصه على بذل قصارى الجهد وتكثيف المساعي من أجل المساعدة على عودة الاستقرار إلى ليبيا. وعقب نزوله بطرابلس يوم الجمعة، قال “سوف أتولى قيادة المساعي الحميدة للأمم المتحدة والقيام بجهود الوساطة من أجل التوصل إلى حل سلمي ومستدام يقوده ويملك زمامه الليبيون”. وأضاف “سأتولى أيضاً الإشراف على عمل البعثة. والتواصلمع جميع الأطراف الليبية في عموم البلاد، بمن فيهم المجتمع المدني والنساء والشباب للاستماع إلى آرائهم بخصوص الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، ومعرفة رؤاهم بالنسبة لمستقبل بلادهم. حسب ما أوردته وكالة الأنباء الليبية.
إجماع دولي
وتجمع الدول الكبرى ودول الجوار على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة في ليبيا. وتدفع نحو تنظيم انتخابات رئاسية، يختار فيها الشعب الليبي رئيسه وممثليه بحرية. ورغم بعض الصعوبات، من قبيل عدم التوافق على قاعدة دستورية لحد الآن، إلا ان المشهد السياسي الليبي شهد تطورات إيجابية. فخلال السنة الماضية تم الاتفاق على وقف إطلاق النار. وانعقاد منتدى الحوار السياسي الليبي. وانتخاب ممثلي السلطة التنفيذية المؤقتة. ونيل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة ثقة مجلس النواب.
ومن ناحية أخرى، حثت الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة تكوين جيش موحد في ليبيا يدافع عن السيادة الليبية. أكدت حتمية انتخاب حكومة تمثل ليبيا الموحدة. وفي إطار مساعي حل الأزمة بدأ المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا جولة إلى دول جوار ليبيا من تونس. وأشار القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية لدى ليبيا إلى أن المسار الخاص بتوحيد الجيش الليبي “محفوف بالتحديات، لكن تحقيق هذا الهدف “سيساعد ليبيا بشكل كبير”.
ورحبت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، بمشاركة وفد عسكري ليبي في المعرض دولي للطيران والدفاع والفضاء في تونس (IADE2022). ومثل الوفد كل من رئيس الأركان العامة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة الفريق أول محمد الحداد، ورئيس أركان قوات القيادة العامة الفريق أول عبد الرازق الناظوري. كما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية في تغريدة نشرتها سفارتها في ليبيا في وقت متأخر من يوم الجمعة، تطلعها إلى الشراكة مع جيش ليبي موحد يساعد البلاد على الخروج من أزمتها رغم التحديات التي تواجه هذا المسار.
وداخليا دعا رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أعضاء المجلس لحضور الجلسة الرسمية التي ستعقد يوم الثلاثاء القادم بمدينة بنغازي. ستخصص لاستكمال مناقشة مشروع قانون المرتبات الموحد للعاملين بالدولة ومشروع قانون الأمن الداخلي ومشروع قانون المحكمة الدستورية. حسب ما أوردته وسائل إعلام محلية ليبية الجمعة. واجتمع ممثلون عن مدينة برقة بمجلسي النواب والدولة في مدينة البيضاء واتفقوا على ضرورة إيجاد قاعدة دستورية توافقية. وشدد المجتمعون على ضرورة أن يضمن الأساس الدستوري الجديد التداول السلمي على السلطة والابتعاد عن الحروب.