تستمر الاضطرابات السياسية والأمنية في العاصمة العراقية بغداد، بعد نحو أسبوع من اندلاع أولى شراراتها بسبب اعتزال الصدر العمل السياسي. رغم دعوة هذا الأخير إلى تجنب العنف.
حاول متظاهرون في ساحة “النسور” بالعاصمة العراقية بغداد، الجمعة ، اقتحام المنطقة الخضراء التي شهدت قبل أيام مواجهات بين أنصار “التيار الصدري” وأنصار “الإئتلاف التنسيقي. وأسفرت المواجهات عن عشرات القتلى ومئات الجرحى منذ اندلاعها.
تعزيزات أمنية
قالت مصادر أمنية إن المتظاهرين في ساحة “النسور” تقدموا صوب المنطقة الخضراء بغية دخولها. وتمكنت قوات الشرطة المتمركزة هناك من صدهم، وإغلاق بوابة “الحارثية” المؤدية للمنطقة الحكومية.
وشهدت المنطقة إجراءات أمنية بالتزامن مع انطلاق تظاهرة ببغداد، وقطعت قوات الشرطة بقطع نصفي لساحة “النسور”.
أسباب
ولا تزال الخلافات بين القوى السياسية تسيطر على المشهد العراقي. وزادت حدتها أواخر شهر جويلية الماضي، بعد رفض التيار الصدري ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء. ومطالبته بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة. مقابل طرف آخر متمسك باستكمال العملية السياسية المنبثقة عن الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في العاشر من أكتوبر 2021.
وشهدت العاصمة بغداد والمنطقة الخضراء، تحديدا، تطورات متلاحقة في أعقاب إعلان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري اعتزال العمل السياسي. تلى الاعلان تنظيم تظاهرات شهدت اقتحام عدد من المباني الحكومية، عقبتها صدامات دامية مع أنصار “الإئتلاف التنسيقي”.
وأعلن زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، الاثنين الماضي، اعتزال الشؤون السياسية، وإغلاق كافة مؤسسات التيار باستثناء المرقد والمتحف الشريفين وهيئة تراث آل الصدر.
وجاء إعلان الصدر بالتزامن مع قرار المحكمة الاتحادية النظر في دعوى حل البرلمان من دون مرافعة.
هل تدخل السيستاني؟
نشرت وكالة رويترز اليوم، مقالا حول أحداث العراق. تطرقت فيه إلى أسباب جعلت مقتدى الصدر يتراجع ويدعو أتباعه إلى كف العنف.
وأشار المقال إلى أن مكتب السيستاني سعى إلى أن يوضح للصدر أنه ما لم يوقف عنف أتباعه، فإن السيستاني سيندد بالاضطرابات.
وقال مسؤول في الحكومة العراقية “بعث السيستاني برسالة إلى الصدر مفادها أنه إذا لم يوقف العنف فسيضطر السيستاني إلى إصدار بيان يدعو إلى وقف القتال- وهذا من شأنه أن يجعل الصدر يبدو ضعيفا، وكأنه قد تسبب في إراقة الدماء بالعراق”.
ولم تؤكد ثلاث شخصيات شيعية مقرها النجف ومقربة من السيستاني أن مكتبه بعث برسالة صريحة إلى الصدر. لكنهم قالوا إنه كان من الواضح للصدر أن السيستاني سيتحدث قريبا ما لم يوقف الصدر الاضطرابات. حسب المصدر نفسه.
وجاء في المقال أن مسؤولا مواليا لإيران في المنطقة، لم يذكر اسمه، قال إنه لولا مكتب السيستاني “لما عقد مقتدى الصدر مؤتمره الصحفي” الذي أوقف القتال.
ويعتبر علي السيستاني 92 (عاما)، أكثر رجال الدين نفوذا في النجف، المركز الديني الشيعي بالعراق، رغم أنه لم يشغل قط منصبا سياسيا رسميا في العراق.