تُواصل قوات الاحتلال الصهيوني قمع المرابطين في المسجد الأقصى، ما أسفر عن إصابات بالاختناق والرصاص المطاطي، واقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد، في القدس المحتلة.
البرلمان العربي يحذر من دعوات صهيونية
حذر البرلمان العربي من خطورة الدعوات التي أطلقتها جماعات صهيونية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى، اليوم الخميس.
وأكد البرلمان العربي، في بيان له، أن إطلاق هذه الدعوات في ذكرى نكبة فلسطين هواستفزاز خطير واعتداء صارخ على المقدسات الإسلامية، وتحد لمشاعر المسلمين، واستكمال لمخططات التهويد التي تنفذها سلطات الاحتلال، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.
ووجه البرلمان العربي تحية إعزاز وتقدير لصمود المقدسيين في وجه الغطرسة الصهيونية بما يمتلكونه من سلاح العزيمة والإيمان، مشيرا إلى أن دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة سيضر بالأمن والسلم الدوليين والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط والعالم.
إصابة عشرات المرابطين
أصيب عشرات المرابطين المتواجدين بالمسجد الأقصى المبارك، اليوم الخميس، بالاختناق ورصاص الاحتلال.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن قوات الاحتلال قمعت المرابطين في المسجد الأقصى، ما أسفر عن إصابات بالاختناق والرصاص المطاطي، وحاصرت قسم منهم داخل المسجد القبلي.
وفي هذا السياق، قال السيد حسين الشيخ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة المركزية لحركة فتح، إن رفع “علم” الاحتلال في الحرم الشريف تحد صارخ لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين.. معتبرا ان تهديد المستوطنين بذلك هو استمرار لحملات متطرفة عنصرية تسعى لتكريس التقسيم في الحرم الشريف، وإشعال حرب وطنية دينية في المنطقة.
بدورها، دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إلى “النفير العام وشد الرحال إلى القدس، لمواجهة اقتحامات مزمعة للمستوطنين للمسجد الأقصى”.. كما دعت إلى “النفير العام في كافة مناطق التماس، وشد الرحال إلى مدينة القدس والمسجد الاقصى”.
وحذر محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية من التداعيات الخطيرة جدا على المنطقة والعالم إذا نفذ المستوطنون مخططهم باقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم.
ودعا الهباش، “العقلاء في المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليتهم ومنع فتيل الانفجار الذي يسعى المتطرفون من المستوطنين لإشعاله”، مؤكدا ان “عصابات المستوطنين تسعى بكل الطرق لارتكاب جريمة في المسجد الأقصى المبارك وإشعال نار الحرب الدينية التي سوف تأكل الأخضر واليابس وعندها لا ينفع الندم”.
بدوره حذر المجلس الوطني الفلسطيني، من اعتزام المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى وتنفيذ ما يخططون له، معربة عن ادانته استمرار الاعتداءات وقطع الأسلاك عن سماعات المسجد الأقصى، والتضييق على المسيحيين ووضع العراقيل للحيلولة دون إتمام صلواتهم.
المستوطنون يقتحمون باحات المسجد
واقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، في القدس المحتلة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة “باب المغاربة”، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال، وتصدى لهم عشرات المرابطين في المسجد بالصلوات والتكبيرات.
وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها عند المسجد الأقصى ومنعت عشرات الشبان الفلسطينيين من دخوله.
وتوالت الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لحمايته وإفشال مخططات الاقتحام والتهويد، وذلك عقب إعلان سلطات الاحتلال الثلاثاء عن السماح للمستوطنين باستئناف اقتحام المسجد الأقصى بدءا من اليوم الخميس.
الخارجية الفلسطينية تدين الأعمال العدائية
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات إقدام المحتل الصهيوني ومجموعات من المستوطنين المتطرفين على الأفعال التي قاموا بها على سطح وأسوار المسجد الإبراهيمي، والمتمثل في قطع للأسلاك عن سماعات المسجد الأقصى، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، واستفزاز صريح لمشاعر المواطنين والمسلمين.
وقالت في بيان إن هذا التعدي الصارخ هو جزء لا يتجزأ من مشاريع الاحتلال الرامية إلى تكريس سرقة المسجد الإبراهيمي وتهويده من خلال تغيير معالمه وهويته التاريخية والحضارية، وهو تعبير أيضا عن عقلية الاحتلال وسياساته التي تستهدف دور العبادة والأماكن التاريخية والتراثية في فلسطين المحتلة وتزوير واقعها لخدمة روايات الاحتلال ومخططاته الاستعمارية، كما أن هذا العدوان يعد تحديا سافرا للجهود الأمريكية والإقليمية المبذولة من أجل وقف التصعيد.
وأمام هذا الانتهاك الصارخ والأفعال اللامسؤولة، طالبت اليونسكو والمنظمات الأممية المختصة الخروج عن صمتها وإدانة هذه الإجراءات والتدابير وتفعيل لجان تقصي الحقائق للاطلاع على تفاصيل عمليات تهويد هذه الأمكنة التاريخية ودور العبادة، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات للضغط على المحتل لوقفها فورا.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن هذا الانتهاك وغيره من أشكال العدوان المتواصل ضد الأماكن المقدسة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك إثبات جديد على نوايا المحتل بتصعيد الأوضاع ورفضه لدعوات وجهود التهدئة المبذولة.