تتصاعد حدة التسلح في أوروبا، حيث رفعت العديد من الدول الأوروبية ميزانيات الدفاع الخاصة بها، وذلك منذ بداية الأزمة الأوكرانية.
أعلنت بيلاروسيا، اليوم الأربعاء، رفع حالة التأهب القصوى والاختبار المفاجئ في صفوف جيشها في كافة البلاد. وقال بيان وزارة الدفاع إن “الغرض من المراجعة هو تقييم مدى استعداد وقدرة العسكريين على الاستجابة السريعة لاحتمال ظهور الأزمات”.
خلفية
وجاء القرار على خلفية ما جاء في بيان لوزارة الدفاع البيلاروسية، نهاية أفريل، وأفاد أن الناتو يخطط لتحويل دول شرق أوروبا مسرحا لعمليات عسكرية محتملة.”
وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية إنّ “الناتو يخطط لإطلاق مناورات “المدافع عن أوروبا” في بحر البلطيق وبحر الشمال”، وستجرى “المناورات الرئيسية في ليتوانيا ولاتفيا وبولندا”. ومن المقرر أن تشمل العملية قوات من الولايات المتحدة وبريطانيا وألبانيا وفرنسا وإيطاليا. على أن تشمل دولا من خارج الحلف مثل السويد وفنلندا.
عدوى
وخصصت السويد 123 مليون دولار لتعزيز تواجدها في جزيرة غوتلاند التابعة لها، وتعتبر مفتاح السيطرة على بحر البلطيق، عقب التوتر الذي بدأ بينها وبين روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. وكانت ستوكهولم فتحت حاميتها العسكرية في جزيرة غوتلاند شهر جانفي.
وخفضت السويد إنفاقها العسكري بعد نهاية الحرب الباردة. لكنها عادت لتعزز قدراتها الدفاعية بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014. كما أعادت الخدمة العسكرية الإجبارية عام 2017.
وقبل هذا رفعت ألمانيا ميزانيتها العسكرية لتعزيز قدرات دفاع حلف “الناتو” تمهيدا لتقديم المساعدات لأوكرانيا، حسب تصريح المستشار الألماني أولف شولتس في مؤتمر صحفي، منتصف مارس الماضي. وقال شولتس إن بلاده خصصت اثنين في المائة من الناتج المحلي الخام لرفع الميزانية العسكرية، لتصل إلى 100 مليار يورو.
سباق تسلح
وأشار معهد ستوكهولم في تقرير سابق إلى ارتفاع المعدل العالمي للتسلح في 2021، حيث تجاوز لأول مرة حدود تريليوني دولا، وبلغ 2113 مليار دولار. بزيادة 0.7 بالمائة عن السنة السابقة. ويستمر هذا الارتفاع للسنة السابعة على التوالي.
لكن في الوقت الذي زادت دول مثل روسيا والصين والدول الأوروبية انفاقها العسكري خلال العام الماضي، سارت الولايات المتحدة الأمريكية عكس هذا النهج إذ خفضت انفاقها البالغ 801 مليار دولار بنسبة 1.4 بالمائة. بينما زاذ الانفاق الروسي ب 2.9 بالمائة ليصل الإجمالي إلى 65.9 مليار دولار. ورغم ذلك تبقى بعيدة كل البعد عن حجم الانفاق العسكري الأمريكي، الذي يحتل المرتبة الأولى عالميا، بينما تحتل روسيا المرتبة الخامسة.
وتوحي هذه المؤشرا أن حربا تلوح في الأفق، بين روسيا وعدد من الدول الغربية. وتشير تصريحات المسؤولين الأمريكيين والروس إلى احتمالية عالية إلى نشوب حرب. قد لا تكون مباشرة بين الطرفين لكنها محتملة. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الروسي في حوار مع قناة العربية قبل أيام، غلى ان روسيا لا تريد أن تستعمل السلاح النووي، ولا تريد حربا مع الغرب.