أثار تصريح وزير الخارجية الروسي “لافروف” عن أن الأصول العرقية للزعيم الألماني “هتلر” هي أصول يهودية موجة من “اللغط” بخاصة في أوساط كل ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي، دون محاولة التحري عن مرجعية لافروف في هذا التصريح.
الدلائل العلمية لتصريحات لافروف:
أولا:
الحقيقة أن لافروف لم ينطلق من فراغ في تصريحه، بل هناك دراسة علمية منشورة في واحدة من المجلات العلمية الأوروبية المحكمة والصادرة عن جامعة بريطانية تؤكد بالاستناد لأصول البحث العلمي على صحة ما قاله لافروف، ولمن يود التأكد من ذلك عليه العودة إلى الدراسة العلمية التالية:
عنوان الدراسة بالانجليزية : Revisiting the question of Adolf Hitler’s paternal grandfather
وتعني باللغة العربية (إعادة النظر في مسألة جد أدولف هتلر لأبيه)
مؤلف الدراسة: ليونارد ساكس (Leonard Sax)
المرجع: Journal of European Studies
تاريخ النشر: may 2- 2019
العدد والمجلد: vol. 49، 2
الصفحات: 143-162
وهذه المجلة العلمية تصدر منذ عام 1971 (أي منذ أكثر من نصف قرن).
أما مؤلف الدراسة ليونارد ساكس فهو عالم نفس أمريكي ويعمل طبيبا في بنسلفانيا الأمريكية، ويعد من الكتاب المعروفين في مجال الطب النفسي وطب الأسرة، وتم تصنيف احد دراساته من قبل نيويورك تايمز أنها الأكثر مبيعا في سنة النشر.
ملخص دراسة العالم الأمريكي:
يستند العالم الأمريكي في دراسته على مذكرات ووثائق المحامي الشخصي لهتلر وهو المحامي “هانز فرانك”، ويكشف فرانك في مذكراته (التي نُشرت بعد سبع سنوات من إعدامه في عام 1946 بعد حكم المحكمة العسكرية الدولية في نورمبرغ عليه بالإعدام)، أنه اكتشف أدلة في عام 1930 على أن جد هتلر لأبيه كان رجلًا يهوديًا يعيش في بلدة غراتس النمساوية، وكانت جدة هتلر واسمها ماريا شيكلغروبر (Maria Schickelgruber) تعمل في احد منازل المدينة، ووقعت علاقة جنسية بين جدة هتلر وصاحب المنزل اليهودي وحملت بوالد هتلر (ألويس شيكلجروبر- Alois Schicklgruber) في عام 1836 عندما كان هناك أقلية يهودية تعيش في هذه البلدة النمساوية حتى عام 1850.
بعد ذلك تزوجت جدة هتلر الحامل من شخص اسمه (Johann Georg Hiedler) فحمل هتلر اسم الزوج مع تعديل في لفظ الاسم من هيدلر إلى هتلر.
ثانيا:
الأساس الثاني لتصريحات لافروف هي تقرير نشره كاتبان هما جان بول مولدرز (Jean-Paul Mulders) مع المؤرخ مارك فيرميرين (Marc Vermeeren) وهو المؤرخ المتخصص في حياة هتلر وكتب على نطاق واسع عن هتلر وأسلافه، وقد تم نشر التقرير في مجلة “كناك” (Knak) البلجيكية الأسبوعية بتاريخ 18 أغسطس 2010، وهي مجلة تصدر ايضا منذ 1971 ويصل توزيعها الى أكثر من مائة الف نسخة.
وقد قام الثنائي (فيرمين المؤرخ ومودلرز) بجمع عينات لعاب من 39 من الأقارب الأحياء لهتلر، وتبين من فحص الحمض النووي (DNA) أن هناك تطابق بين النتائج والحمض النووي عند بقية اليهود والمتماثلة مع نتائج فحص عظام هتلر. وهي مجموعة “E1b1b” طبقا للتصنيف العلمي لمجموعات الحمض النووي.
ذلك يعني أن نزق رئيس الوزراء الإسرائيلي ضد لافروف كان يجب ان ينصب على البحث العلمي وليس على لافروف، فالوزير الروسي لم يقل شيئا جديدا، بل كل ما فعله هو إعادة تلخيص نتائج البحوث العلمية الغربية.. ربما.