نشرت مراكز بحث أمريكية منذ بدء الأزمة الأوكرانية عددا من التقارير حول تأثير الأزمة على المكانتين الروسية والأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وأخرى تناولت تداعيات الأزمة على دول المنطقة نفسها.
أمريكا وروسيا
تنشر مراكز البحث في الولايات المتحدة الأمريكية منذ بدء الأزمة الأوكرانية والعملية العسكرية الروسية، تقارير ودراسات تفيد بتمكن الغرب من تحقيق مكاسب على حساب روسيا. في وقت يلزم الجانب الروسي صمتا إعلاميا، لم يفهم إن كان متعمدا، أم أن الترسانة الإعلامية الغربية طمست صوته.
نشرت جريدة “واشنطن بوست” تقريرا شهر أفريل الجاري عن تداعيات الأزمة الأوكرانية على منطقة الشرق الوسط، من حيث تأثر مكانة القوى الكبرى فيها .
وتضمن التقرير نتائج استطلاع رأي مس 600 خبير مختص في دراسات الشرق الأوسط، ورجحت آراء المختصين تراجع المكانة الروسية بنسبة 58، مقابل تنامي المكانة الصينية في دول المنطقة بـ 63 في المائة.
وقال 61 بالمائة منهم بتقوية العلاقات التركية الأمريكية، مع استقرار سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة بنسبة 39 بالمائة من المستجوبين. أشار التقرير إلى صعوبة التوصل على حل الدولتين في فلسطين في ظل الأزمة بنسبة 61 بالمائة من الآراء.
ليبيا
وأشارت تقارير أخرى إلى تأثر دول عربية كثيرة بالأزمة خاصة سوريا وليبيا اللتين تشهدان صراعا دوليا على أراضيهما منذ أكثر من عقد.
فروسيا تملك قاعديتين عسكريتين في كل من سوريا وليبيا “طرطوس” والجفرة” على الترتيب. ويمكنها استخدامهما فورا في حال تعرض مصالحها للخطر.
ومن الملاحظ تزامن التصعيد الداخلي في الأزمة الليبية مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا نهاية فيفري 2022. حيث عادت ليبيا إلى ما قبل مؤتمر برلين حكومتان واحدة في الغرب وأخرى في الشرق.
حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا بقيادة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة ” الاستقرار” التي عينها برلمان طبرق بقيادة فتحي باشاغا. وهي بوادر تجدد الصراع الدولي على حلبة ليبيا.
هذا على الصعيد السياسي، أما على الصعيد الاقتصادي، فتستورد ليبيا 40 بالمائة من حاجيات القمح من روسيا وأوكرانيا، وارتفاع الأسعار يؤزم من الوضع السياسي والاجتماعي أكثر.
باقي الدول العربية
تأثرت الدول العربية المستوردة للقمح والذرة من روسيا وأوكرانيا بشكل واضح، حيث تضاعفت أسعاره على المستوى العالمي بين 17 و20 بالمائة خلال الشهر الأخير.
ويشكل الإنتاج الروسي والأوكراني معا 30 بالمائة من الإنتاج العالمي للقمح و20 بالمائة منه بالنسبة للذرة. وتسيطران على أنتاج زيت دوار الشمس بنسبة 80 بالمائة.
يضاف على ذلك ارتفاع أسعر الشحن البحري بنسبة 700 في المائة، بسبب ارتفاع أسعار النفط ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المنتجات الاستهلاكية النهائية.
بينما أعلن لبنان انه يعيش أوضاعا مالية صعبة، وفسر تصريح نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعادة الشامي، أنه إعلان إفلاس لبنان بسبب الديون الكثيرة وعجزه عن تسديدها.
وقال سعادة في تصريح صحفي مطلع أفريل “سيجري توزيع الخسائر على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين، ولا توجد نسبة مئوية محددة، للأسف الدولة مفلسة وكذلك مصرف لبنان، ونريد أن نخرج بنتيجة والخسارة وقعت بسبب سياسات لعقود، ولو لم نفعل شيئا ستكون الخسارة أكبر بكثي”.