يستمر النزاع على السلطة في ليبيا بين الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والحكومة الجديدة التي عينها برلمان طبرق برئاسة فتحي باشاغا. وبلغ التصعيد حدّ التهديد بوقف إنتاج النفط بل ووقفه فعليا.
أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، اليوم الأحد، حالة القوة القاهرة في حقل الفيل النفطي، بسبب توقف الإنتاج. وقالت إن مجهولين دخلوا المنشآت في وقت سابق ومنعوا الموظفين من العمل. وتسبب ذلك في تراجع الإنتاج بمجموع 70 الف برميل. كما أعلن أهال من الجنوب الليبي وقف انتاج النفط في حقولهم.
مطالب
أعلن أعيان وأهالي منطقة الزويتينة وقف إنتاج وتصدير النفط من ميناء الزويتينة النفطي، جنوب البلاد، والحقول التابعة له بشكل كامل اعتبارًا من السبت 16 أفريل 2022، وحتى خروج حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، من المشهد في طرابلس، وتسليمها السلطة.
وجاء في بيان أصدره الأعيان، تناقلته وسائل إعلام محلية وخارجية، اليوم، مطالب بضمان التوزيع العادل للموارد النفطية بشكل متساوٍ بين المناطق الليبية كافة، ودعم الجهات المختصة للوصول إلى الانتخابات القادمة بعيدًا عن طمع الحكومة التنفيذية في السلطة.
إلى جانب إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، وتصحيح الوضع القانوني لمجلس إدارتها بعيدًا عن التجاذبات السياسية، ودعم المؤسسة بالميزانية المطلوبة لرفع معدلات الإنتاج.
وهذه ثاني مرة يُعلن فيها عن توقيف أو مطالب بتوقيف إنتاج النفط وتصديره، حيث سبق وطالب ممثلو خليفة حفتر، بـ”إيقاف تصدير النفط إلى حين النظر في عدد من مطالبهم”، وأعلنوا في التاسع من أفريل تعليق كل نشاطاتهم في اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).
تجاذب مصالح
وشهد قطاع النفط تجاذبات سياسية في الفترة الأخيرة تزامنا وتداعيات الأزمة الأوكرانية على سوق النفط الدولية، وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، في اجتماع الأربعاء الماضي في ليبيا، عن خطة ترمي إلى زيادة إنتاج النفط في ليبيا بنحو ربع مليون برميل يوميا.
وأكد وزير النفط محمد عون في وقت سابق استحالة رفع الإنتاج الليبي من الغاز والنفط في الوقت الراهن بسبب ضعف المنشآت النفطية وعدم جاهزيتها لضخ كميات إضافية.
ويمكن فهم خطة الدبيبة التي لم تشرك فيها وزارة النفط، على انها تقرب من الغرب، بالاستجابة على مطلب رفع الإنتاج لتعويض ما يمكن تعويضه من الغاز والنفط الروسيين.
خاصة وأن خصومه شرعوا في العمل على تنحيته عن السلطة. على اعتبار أن ولايته قد انتهت بانتهاء آجال تنظيم انتخابات رئاسية بسبب تأجيلها.
بينما تسعى جماعة الشرق إلى كسب ود روسيا بعدم الموافقة على زيادة الانتاج والحفاظ على المستويات الحالية، لعدم الإضرار بها.
رفض التدخل الأجنبي
وشملت المطالبات كذلك دعم الأجهزة الأمنية لحفظ الأمن والتنقل بين المدن الليبية بكل حرية، وإيقاف “التدخلات الخارجية السلبية والسافرة” في الشأن الداخلي الليبي، ومطالبة المجتمع الدولي والسفراء بـ”احترام سيادة الدولة ومؤسساتها وأن يكونوا عاملًا مساعدًا في الاستقرار”.
ولم يتمكن الليبيون حتى الآن من تنفيذ بنود اتفاق برلين 2، خاصة البند القاضي بإجلاء القوات الأجنبية من ليبيا، حيث أبدت تركيا تحفظها على البند، نظرا لارتباطها باتفاق عسكري موقع مع حكومة الوفاق الوطني السابقة برئاسة فايز السراج.
مخاوف
ويثير هذا النزاع مخاوف من عودة ليبيا إلى نقطة الصفر، بحكومتين وسلطتين تنفيذيتين، يتضح ان كلا منهما تميل إلى قوة خارجية لها مصالح متناقضة داخل ليبيا. ولا يستبعد ان تعود الأوضاع غلى المواجهات المسلحة.