قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إن الصين طرحت مبادرة من ست نقاط بشأن الحالة الإنسانية في أوكرانيا، وهي مستعدة لتقديم المزيد من المساعدة الإنسانية إلى أوكرانيا وغيرها من البلدان المتضررة.
دعا الرئيس الصيني نظيره الأمريكي إلى دعم الأطراف في روسيا وأوكرانيا لإجراء حوار ومفاوضات من شأنها أن تسفر عن نتائج وتؤدي إلى السلام.
وأضاف في مكالمة فيديو :”يتعين على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أيضا أن يجريا حوارا مع روسيا لمعالجة جوهر الأزمة الأوكرانية وتخفيف المخاوف الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا”.
تعهد
من جهته، قال بايدن إن كيفية تطور العلاقة بين أمريكا والصين بعد اتفاق شنغهاي، ستشكل العالم في القرن 21. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى إقامة حرب باردة جديدة مع الصين، أو تغيير النظام الصيني، أو تنشيط التحالفات ضد الصين، وأن الولايات المتحدة لا تدعم “استقلال تايوان” أو تنوي السعي إلى صراع مع الصين. وردا على هذه التعهدات، قال شي إنه يأخذها على محمل الجد.
وأبدى رئيس الولايات المتحدة استعداده لإجراء حوار صريح وتعاون أوثق مع الصين، والالتزام بسياسة صين واحدة، وإدارة المنافسة والخلافات بفعالية لضمان النمو المطرد للعلاقة. وأعرب الرئيس بايدن عن استعداده للبقاء على اتصال وثيق مع الرئيس شي لتحديد اتجاه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
أوكرانيا
وأشار الرئيس شي إلى أن الصين لا تريد أن ترى الوضع في أوكرانيا يصل إلى هذا الحد. الصين تدافع عن السلام وتعارض الحرب. وهذا جزء لا يتجزأ من تاريخ الصين وثقافتها. وتتوصل الصين إلى استنتاج مستقل يستند إلى الأسس الموضوعية لكل مسألة.
وأضاف أن الصين تدعو أوكرانيا إلى التمسك بالقانون الدولي والمعايير المعترف بها عالميا التي تحكم العلاقات الدولية، وأن تلتزم بميثاق الأمم المتحدة وتعزز رؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام. هذه هي المبادئ الرئيسية التي يقوم عليها نهج الصين تجاه الأزمة الأوكرانية.
رفض العقوبات
وشدد الرئيس الصيني على أنه مع الحاجة إلى مكافحة كوفيد-19 من ناحية، وحماية الاقتصاد وسبل عيش الناس من ناحية أخرى، فإن الأمور صعبة للغاية بالفعل بالنسبة للبلدان في جميع أنحاء العالم.
وقال: “بصفتنا قادة الدول الكبرى، نحن بحاجة إلى التفكير في كيفية معالجة قضايا النقاط الساخنة العالمية بشكل صحيح”.
والأهم من ذلك، قال” ان نضع في اعتبارنا الاستقرار العالمي وعمل وحياة الأشخاص. ولن تؤدي الجزاءات الشاملة والعشوائية إلا إلى معاناة شعب”.
وإذا ما تم تصعيد الأمور مرة أخرى، فقد تؤدي إلى اندلاع أزمات خطيرة في الاقتصاد العالمي والتجارة، والتمويل، والطاقة، والغذاء، والصناعة وسلاسل التوريد. الأمر الذي من شأنه شل الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل ويتسبب في خسائر لا رجعة فيها.
لوم
وأشار الرئيس شي إلى أن العلاقات الصينية الأمريكية، بدلا من الخروج من المأزق الذي افتعلته الإدارة الأمريكية السابقة، واجهت عددا متزايدا من التحديات. ما تجدر الإشارة إليه على وجه الخصوص هو أن بعض الاشخاص في الولايات المتحدة أرسلوا إشارة خاطئة إلى قوات “استقلال تايوان”، واصفا الأمر بالخطير للغاية.
وسيكون لسوء التعامل مع مسألة تايوان أثر مدمر على العلاقات الثنائية. وتأمل الصين أن تولي الولايات المتحدة الاهتمام اللازم بهذه القضية. السبب المباشر للوضع الحالي في العلاقات الصينية الأمريكية هو أن “أشخاصا” من الجانب الأمريكي لم يتابعوا التفاهم المشترك المهم الذي توصل إليه الرئيسان ولم يتصرفوا بناء على تصريحات الرئيس بايدن الإيجابية. لقد أساءت الولايات المتحدة فهم النية الإستراتيجية للصين وأخطأت في تقديرها..
وذكر الرئيس شي مثلا صينيا يقول “من ربط الجرس بالنمر يجب أن يخلعه”، في إشارة إلى تحمل أمريكا المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع، خاصة وان الإدارة الحالية لم تتخل عن نهج سابقتها من اجل تخفيف التوتر. وقال في مثل شعبي آخر : “يتطلب الأمر يدين للتصفيق”، كناية عن ضرورة التعاون من أجل إيجاد تسوية مناسبة في ضوء الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل على السواء.
وأضاف: ” تتمثل الأولوية الملحة في الحفاظ على استمرار الحوار والتفاوض، وتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، ومنع حدوث أزمة إنسانية، ووقف الأعمال العدائية في أقرب وقت ممكن. والحل الدائم هو أن تحترم الدول الكبرى بعضها البعض، وأن ترفض عقلية الحرب الباردة، وأن تمتنع عن مواجهة الكتل، وأن تبني خطوة بخطوة هيكلا أمنيا متوازنا وفعالا ومستداما للمنطقة وللعالم”.
المصدر بتصرف.: https://pekingnology.substack.com/p/chinas-readout-of-xi-biden-video?r=64jye&s=w&utm_campaign=post&utm_medium=web ،