خلال الفترة من 1914- 2010 (أي حوالي 96 سنة) تم تطبيق سياسة الحصار الاقتصادي بهدف تغيير الأنظمة السياسية 165 مرة.
وقد نجحت في 40 حالة، أي بنسبة 34% تقريبا، وقد شاركت الولايات المتحدة مع الدول الأخرى في 115 حالة، نجح منها 36 حالة، بينما قامت الولايات المتحدة منفردة بالحصار في 50 حالة، كان عدد حالات النجاح فيها 18 حالة.
والملاحظ عند تتبع حالات الحصار تاريخيا يتبين أن نسبة النجاح تقل في كل مرحلة قياسا للمرحلة السابقة.
فلو قسمنا الفترة الزمنية كلها سنجد أن الفترة الأولى(1914-1945) كانت نسبة النجاح في تحقيق أهداف الحصار أعلى من مرحلة الفترة الثانية (1945-1969).
ويستمر تناقص النجاح في الفترة الثالثة (1970-1989)، وفي الفترة الرابعة (1990-2012)، وهو ما يعني أن نسبة نجاح سياسات الحصار في إسقاط النظم تتراجع.
وهو أمر أرى أن السبب الرئيسي (وليس السبب الوحيد) فيه هو العولمة التي أدت إلى الصعوبة الشديدة، أو ربما المستحيلة في ضبط آليات الحصار نتيجة التداخل الهائل بين بنية الاقتصاد القومي والاقتصاد الدولي ونتيجة التأثير الفوري والمتبادل لكل منهما عن الاخر.
فالسوق القومي أو الوطني تماهت حدود تفاعلاته مع حدود السوق العالمي، ويكفي متابعة التاثير بين اسعار العملات واسعار السلع ومعدلات النمو وحجم التجارة الثنائية والقروض.. الخ، الى جانب تأثير الحدث السياسي على التفاعل الاقتصادي في اطار الاقتصادي السياسي الدولي..