قال وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو، اليوم، إن سلطات بلاده منفتحة لمناقشة أزمة الهجرة على الحدود البولندية البيلاروسية مع روسيا.
وشدد على أن بلاده، في ذات الوقت، مستعدة للتحدث مع بيلاروس فقط على المستوى الفني.
وأضاف الوزير: “بولندا منفتحة على التفاوض مع روسيا، ولكننا على قناعة تامة بأن المفاوضات المتعلقة ببيلاروس والعلاقات البولندية البيلاروسية وحول مستقبل بيلاروس، يجب أن تتم مع المعارضة البيلاروسية”.
وتابع الوزير القول: “فيما يتعلق بالمسائل الفنية، نحن منفتحون على المفاوضات مع السلطات البيلاروسية الحالية، ولكن على المستوى الفني فقط. أما المسائل المتعلقة بالمستقبل السياسي لبيلاروس، وهو أمر مهم جدا بالنسبة لبولندا، فيجب أن تبحث مع الذين يثق بهم المجتمع البيلاروسي”.
وزعم الوزير البولندي، أن روسيا هي “الموجهة” للأزمة الحالية على الحدود.
أصل الأزمة
تدفق آلاف المهاجرين واللاجئين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، على أمل الوصول إلى عمق أوروبا، وباتوا محاصرين وسط نزاع جيوسياسي متصاعد.
وتجمع مهاجرون من الشرق الأوسط وآسيا، على الجانب البيلاروسي من معبر كوزنيكا الحدودي، وأقاموا مخيمات مؤقتة بينما تحاول قوات الأمن البولندية منعهم من دخول البلاد.
واتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، بتشجيع عبور الحدود بصورة غير قانونية، رداً على عقوبات فرضها التكتل على مينسك، بسبب انتخابات محل نزاع.
بيادق الخلاف
في أعقاب انتخابات أوت 2020 التي منحت الرئيس لوكاشينكو ولاية سادسة، اجتاحت بيلاروسيا احتجاجات حاشدة استمرت أشهر، ورفضت المعارضة والغرب النتيجة، ووصفوا الانتخابات بأنها “صورية”، حسب تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وردت السلطات البيلاروسية على المظاهرات بحملة قمع شرسة، أسفرت عن اعتقال أكثر من 35 ألف شخص، وضرب الآلاف على أيدي الشرطة.
وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على حكومة لوكاشينكو.
وبدأت الطائرات التي تقل مهاجرين من العراق وسوريا واليمن، ودول أخرى في الوصول إلى بيلاروسيا، وسرعان ما اتجهوا إلى الحدود مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا، وسط اتهامات من المعارضة لوكالات السياحة التي تخضع لسيطرة الدولة بالمشاركة في تقديم دعم التأشيرة للمهاجرين، ومساعدتهم على السفر إلى الحدود.
وقال الاتحاد الأوروبي، إن لوكاشينكو يستغل المهاجرين كبيادق في “هجوم مختلط” ضد التكتل المؤلف من 27 دولة، انتقاماً من العقوبات.
ردود أفعال..
خلال الصيف الماضي، فرضت ليتوانيا حالة الطوارئ للتعامل مع أزمة تدفق المهاجرين، وتعزيز حدودها مع بيلاروسيا، فأقامت معسكرات من الخيام، لاستيعاب المزيد من المهاجرين.
وفي وارسو، قدرت السلطات عدد الحشود ما بين 3 و4 آلاف، وقالت إنها منعت مئات الأشخاص من دخول البلاد.
عقوبات وأزمة جيوسياسية
وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على بيلاروسيا.
وأظهر الاتحاد الأوروبي تضامناً قوياً مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا.
وتستمر الأزمة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا. واتهم رؤساء وزراء بولندا ولاتفيا وليتوانيا، لوكاشينكو بإحداث أزمة المهاجرين على الحدود، ما دفع بولندا إلى تبني مشروع قانون في أكتوبر لبناء جدار على طول حدودها مع بيلاروسيا.
وتلقت بيلاروسيا دعما من روسيا التي ساعدت في دعم حكومة لوكاشينكو بالقروض والدعم السياسي، ودافعت عن طريقة تعامل مينسك مع أزمة المهاجرين، ونفت أي تورط لها.
وتشير التقديرات إلى أن بيلاروسيا تستضيف بين 5 آلاف و20 ألف مهاجر ولاجئ، الكثير منهم نفدت منهم الأموال.