تُعقد قمة باريس حول ليبيا، هذا الجمعة، شهرا فقط قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية، التي انتهت آخر تحضيراتها. بمباركة المجتمع الدولي.
أربعون يوما تفصل الليبيين عن موعد إنتخابي تأجل كثيرا. وكانت انتخابات 2012 و2014 أول وآخر انتخابات عرفتها البلاد. دخلت بعدها ليبيا في حربين أهليتين، 2014 ثم 2016.
آخر التحضيرات
في 24 من الشهر الحالي فتحت ليبيا ملف الانتخابات. وعقد الملتقى الأول حول تأمين الانتخابات الرئاسية، يومي24 و25 أكتوبر الماضي.
وقبل هذا انعقد مؤتمر دولي، حول ” دعم الاستقرار في ليبيا” . أكد في بيانه الختامي مخرجات مؤتمر برلين 2 فيما تعلق بالقضايا السيادية، إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد دون تأجيل، وانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من التراب الليبي.
وفي 6 نوفمبر الحالي، قالت وزترة الداخلية الليبية إنها أنهت كل التحضيرات، تحسبا للانتخابات البرلكامية والرئاسية المتزامنة، المقررة يوم 24 ديمبر القادم.
قمة باريس
تعتزم فرنسا عقد مؤتمر دولي حول ليبيا يوم 12 نوفمبر، أي بعد غد الجمعة. وهو توقيت يثير شكوكا، خاصة أن ليبيا، وبمساعدة دول الجوار وبدفع من القوى الكبرى، قطعت أشواطا في مسار انتخابي تأجل كثيرا، وعاشت منذ آخر انتخابات برلمانية حربين أهليتين. لم تستطع الخروج منهما إلا بشق الأنفس.
ماذا تحيك باريس لطرابلس، ولماذا هذا التوقيت بالذات؟
تشير قراءات إلى أن فرنسا،تجد تبحث عن مكان لها من جديد في كل ما له علاقة بليبيا، لتحصل على جزء من كعكة استحوذت عليها روسيا وتركيا، نظرا لدور هما البارز، بعدما تدخلتا عسكريا.
وكانت فرنسا فقدت كل حظ لها في العملية السياسية الليبية، هي التي أرادت من وراء تدخلها وضع اليد على النفط والغاز الليبين، علما أن ليبيا ثالث احتياطي للغاز في العالم، ورابع احتياطي للنفط. وهي أرقام تسيل لعاب فرنسا، التي تعتمد كلية على مصادر خارجية للطاقة.
فرنسا وذهب القذافي
تسببت فرنسا في إلحاق الدمار بليبيا. ذلك أن القائد الليبي المقتول معمر القذافي، قرر العام 2009، في قمة الاتحاد الافريقي، إنشاء عملة أفريقية موحدة تحت مسمى”الدينار الذهبي الأفريقي”.
وتزامن أيضا حشد القوى الأوروبية في حلف الناتو ورئاسة نيكولا ساركوزي لفرنسا. ساركوزي الذي لاحقته فيما بعد متابعات قضائية تتعلق بتلقي تمويل من القذافي في حملته الانتخابية بفرنسا. إلى جانب قضايا فساد أخرى.
ولم تكن ذريعة حماية المدنيين للقرار الأممي 1973. القاضي بحظر جوي على ليبيا، إلا لإخفاء السبب الحقيقي وراء تدخل الناتو في ليبيا. بدفع فرنسي لحماية مصالحها في دول الفرنط الفرنسي.
وجاء في تقرير لمجلس الشيوخ البريطاني، يحمل توني بلير رئيس الوزراء خلال التدخل في ليبيا، مسؤولية توريط بلاده في حرب ليس لها فيها ناقة ولا جمل. وقال التقرير إن السبب وراء جر الناتو إلى التدخل في لييبيا، وإسقاط النظام وقتل القذافي، سببه المصالح الفرنسية.
وأوهمت فرنسا الغرب المتحالف أن إنشاء عملة بديلة عن الفرنك الفرنسي ستضر بالاقتصاد الغربي ككل. وصادرت القوات المتدخلة آنذاك 143 طنا من الذهب مثيله من الفضة في الحدود الجنوبية لليبيا. حسب مراسلة لهيلاري كلينتون رُفعت عنها السرية العام 2016.
قمة دون الجزائر؟
لم تعلن الجزائر إلى اليوم موقفها من المشاركة في مؤتمر باريس المذكور. واتفق وزراء خارجية الجزائر وليبيا وتونس في اجتماع اول نوفمبر 2021، في الجزائر العاصمة، على توحيد المواقف فيما تعلق باللقاءات والاجتماعات المقبلة حول ليبيا، خاصة مؤتمر باريس. وأكد الدبلوماسيون الثلاثة على ” الدور الرئيس الذي يجب ان تضطلع به دولة ليبيا كشريك أساسي في هذا المؤتمر”.
ويسود العلاقات الجزائرية الفرنسية توتر، بسبب تصريحات الرئيس الفرنسي التي تطاول بها على الأمة الجزائرية، وهي ما اعتذر عليه بشكل مبطن في قوله إنه ” يحترم كثيرا الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر”