حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جنرالات الجيش في السودان على التراجع عن سيطرتهم على البلاد، بعد يوم من خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع في احتجاجات وصفت بالضخمة.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، في تغريدة على تويتر، إنه “يجب على الجنرالات أن ينتبهوا لاحتجاجات السبت”. وأضاف: “حان الوقت للعودة إلى الترتيبات الدستورية الشرعية”. ودعا إلى محاسبة الجناة المتسببين في العنف ضد المتظاهرين أمس السبت.
11 قتيلا
ونقلت وسائل إعلام عن لجنة أطباء السودان المركزية خبر مقتل 11 شخصا، إلى غاية اليوم الأحد، بالرصاص وإصابة أكثر من 100 آخرين خلال تظاهرات في أم درمان تطالب باستعادة الحكم المدني.
وخرجت مظاهرات مماثلة بالخرطوم، فيما أغلقَت قوات الأمن أغلب جسور المدينة. ونفت الشرطة السودانية استخدام الرصاص الحي واتهمت المتظاهرين بالخروج عن السلمية ومهاجمة عناصرها، ما دعاها لاستخدام الغاز المسيل للدموع.
إقامة جبرية
أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس أنه ناقش مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك السبل المتوفرة لاحتواء الأزمة الحالية في بلده.
وأكد بيرتيس على حسابه في “تويتر” اليوم الأحد أنه التقى حمدوك، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة السودانية المدنية التي أطاح بها العسكريون مطلع الأسبوع الجاري في حالة جيدة لكنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية.
وأضاف: “ناقشنا خيارات الوساطة وسبل المضي قدماً بالنسبة للسودان. سأواصل هذه الجهود مع أصحاب المصلحة السودانيين الآخرين”.
إعفاء سفراء
أعفى القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عدد من سفراء السودان بالخارج وهم: سفراء الاتحاد الأوروبي عبد الرحيم أحمد، والولايات المتحدة نور الدين ساتي، وجنيف على بن يحي ابي طالب، وقطر عبد الرحيم صديق، والصين جعفر كرار، وسفير السودان بفرنسا عمر بشير مانيس.
وقرر البرهان إعفاء مدير سلطة الطيران المدني السوداني عدلان إبراهيم، وتعيين فخر الدين عثمان مديرا للسلطة. وعين الدكتور غراهام عبد القادر، أمينا عام لوزارة الثقافة والإعلام.
وفرض البرهان الاثنين الماضي حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء وإعفاء ولاة الولايات، وعلق قائلا: “إن المشاكسات بين شركاء الفترة الانتقالية في السودان دفعت القوات المسلحة للتدخل ومنع انزلاق البلاد نحو الفوضى”. في خطاب بثه التلفزيون الرسمي.
وأضاف، “مجموعة من قوى الحرية والتغيير قررت الاستفراد بالمشهد على حساب القوى الأخرى”، متهما تلك المجموعات ب” اختطاف الثورة السودانية وإقصاء الآخرين بمن فيهم القوات المسلحة”.
تعهد واتهام
تعهد البرهان بالالتزام بالوثيقة الدستورية مع تجميد بعض بنودها المتعلقة بالشراكة مع “تحالف الحرية والتغيير”، المكون المدني في الائتلاف الحاكم.
وفي رده على تلك الاجراءات، اتهم “تحالف قوى الحرية والتغيير”، عبد الفتاح البرهان بالقيام بـ”انقلاب عسكري مكتمل الاركان”.
وتصاعدت حدة الخلاف بين العسكريين والمدنيين الذين كانوا يتولون الحكم في السودان لفترة انتقالية، منذ الإعلان عن إحباط محاولة انقلابية في 21 سبتمبر الماضي.
استمرار المظاهرات والاعتقالات
قالت مصادر إعلامية إن السلطات السودانية اعتقلت إيهاب الطيب بلة القيادي في لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة. وقامت قوات من الجيش والدعم السريع بفتح الشوارع التي أغلقها المحتجون شرقي الخرطوم.
ويواصل المتظاهرون في الخرطوم احتجاجاتهم رفضا لقرارات القائد العام للجيش التي بموجبها حلّ حكومة حمدوك ومجلس السيادة، وعلق العمل بعدد من مواد الوثيقة الدستورية، وأعلن حالة الطوارئ. وقطع المحتجون الطرق في عدد من أحياء الخرطوم، مطالبين بحكم مدني ورافضين الحكم العسكري في البلاد.