الرئاسة التونسية تعلن تمديد حالة الطوارئ بكامل البلاد ستة أشهر، إلى غاية 19 يناير المقبل، والرئيس قيس سعيد يصف الوضع الصحي بـ”الكارثي” ويتحدث عن “جوائح سياسية”..
أوضحت الرئاسة التونسية في بيان، أن أمرا رئاسيا صدر بالجريدة الرسمية”ينص على تمديد حالة الطوارئ في كامل تراب البلاد لمدة ستة أشهر، ابتداء من 24 جويلية الجاري وإلى غاية يوم 19 يناير 2022″.
وكان قد تم الإعلان يوم 24 جوان الماضي عن تمديد حالة الطوارئ في عموم التراب التونسي لمدة شهر واحد، إلى غاية 23 جويلية الجاري.
أعلى حصيلة
سجلت تونس، في 24 جويلية الجاري 317 وفاة جراء كورونا، في أعلى حصيلة يومية، منذ بدء تفشي الجائحة بالبلاد في مارس الماضي.
وقالت وزارة الصحة التونسية، في بيان، إنها رصدت أيضا 5624 إصابة جديدة بالفيروس، خلال الـ24 ساعة الماضية، وإن إجمالي الإصابات، ارتفع إلى 563 ألفا و930، منها 18 ألفا و369 وفاة، و457 ألفا و579 حالة تعاف.
وكانت تونس، سجلت في 17 جويلية الجاري، أعلى حصيلة وفيات يومية جراء الفيروس، بلغت 205 حالات آنذاك.
وتشهد تونس موجة وبائية غير مسبوقة تتسم بانتشار واسع للسلالات المتحورة ألفا ودلتا في معظم الولايات، مع ارتفاع في معدل الإصابات والوفيات.
وبلغ عدد المطعمين ضد كورونا في البلاد، مليونين و420 ألفا و468 شخصا، من أصل 11 مليونا و700 ألف نسمة، وفق بيانات وزارة الصحة.
وسارعت عدة دول بينها الجزائر إلى تقديم مساعدات عاجلة لتونس، في مواجهة موجة رابعة من فيروس كورونا، بلغ معها مستوى الإصابات والوفيات اليومية أرقاما قياسية.
“توظيف سياسي”
ووصف الرئيس التونسي، قيس سعيد الوضع الصحي في تونس بأنه “كارثي”، وأرجع الأمر إلى التفريط في القطاع العمومي للصحة منذ سنوات التسعين.
وخلال اجتماع طارئ بقصر قرطاج دعا الرئيس التونسي إلى ضرورة تقديم قراءة نقدية لما تم فعله في الأشهر الماضية، ولماذا تردت تونس إلى هذا الوضع.
وقال”إن تونس عانت كثيرا من جائحة كورونا ومن الجوائح السياسية التي تقتضي لا لقاحا بل مضادات حيوية تضع حدا لهذه الأوضاع المتردية..”
وأمر بمراجعة جملة من الاختيارات بعد فشل التصدي لجائحة كورونا وتفاقم الأوضاع الصحية في عدد من مناطق البلاد.
وعبر سعيد عن استيائه من محاولة توظيف هذه الأزمة لغايات سياسية، مؤكدا أن “صحة المواطن ليست بضاعة تتقاذفها قوى أو مجموعات ضغط، وليست من قبيل الأسهم في الشركات التجارية تحكمها قوانين العرض والطلب..”
وشدد على “أن الدولة التونسية واحدة، ولا مجال لمراكز قوى تتنافس للسيطرة عليها أو تفجيرها من الداخل”. وأضاف قائلا: “نحن لسنا في مجال للمنافسة، نحن دولة واحدة، ولا مجال لدول داخل الدولة الواحدة، القانون هو قانون الدولة..”
وتحدث الرئيس التونسي عن ما اعتبرها كثرة الأخطاء في المدة الأخيرة وكثرةالتردد نتيجة لدخول بعض اللوبيات، وقال “وأعي جيدا ما أقول، لإفساد جملة من الإجراءات..”
وكان الرئيس التونسي قال ـ في تصريح على هامش إشرافه على تلقي تونس 500 ألف جرعة كهبة من فرنسا إن وسائل الإعلام في تونس تعمد إلى التعتيم على نشاطه وعلى المجهودات التي يقوم بها لجلب مساعدات ولقاحات ضد كورونا.
وأشار أنه في شريط الأنباء قبل أيام على القناة الوطنية الأولى في تونس، كانوا يتكلمون عن جلود الأضاحي قبل أن يتحدثوا عن مكالمات مع رؤساء دول شقيقة، “كأن قضية الجلود أهم! و أنه كان عليهم على الأقل أن يحترموا الدول الأخرى..”