اعتبر خليفة والده في حكم ليبيا، لكن حياته شهدت تطورات دراماتيكية بعد مقتل العقيد، معمر القذافي عام 2011، يعود بعد سنوات السجن إلى المشهد السياسي.
ولد سيف الإسلام في 25 جوان 1972 في العاصمة الليبية طرابلس، وهو نجل العقيد الراحل، معمر القذافي.
تابع تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس ليبية، ثم انتقل للدراسة الجامعية في بلاده أيضا، وتخصص في مجال الهندسة المعمارية، ونال منها درجة البكالوريوس عام 1994.
استكمل سيف الإسلام دراسته الجامعية في النمسا، ونال منها درجة الماجستير في الاقتصاد الدولي عام 2000، ثم توجه إلى بريطانيا ونال من جامعة لندن، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، درجة الدكتوراه عام 2008.
“مهندس الإصلاحات”
بعد عودته إلى ليبيا، ترأس مؤسسة القذافي العالمية للأعمال الخيرية والتنمية التي تأسست في 1998، وكانت تهدف لإعطاء دور لمؤسسات المجتمع المدني.
ظهر على الساحة الدولية سنة 2000، عندما فاوضت”مؤسسة القذافي” من أجل الافراج عن رهائن غربيين كانوا محتجزين لدى مجموعة فلبينية.
وبرز دوره خصوصا في الوساطة التي قام بها في قضية الفريق الطبي البلغاري الذي أفرج عن أفراده (خمس ممرضات وطبيب) في جويلية2007 بعد أن أمضوا ثماني سنوات في السجن في ليبيا.
وفاوض أيضا على الاتفاقات من أجل دفع تعويضات لعائلات ضحايا طائرة في لوكربي بإسكتلندا في 1988، لضحايا طائرة أوتا التي تحطمت فوق النيجر في 1989.
وصف سيف الإسلام بمهندس الإصلاحات في ليبيا، بعد أن أطلق مشروع لتحديث بلاده في 2007، ودعم صحف مستقلة، وكان المتحدث باسم بلاده في المحافل الدولية.
وكان ينظر إليه على أنه خليفة والده في حكم ليبيا، غير أنه أعلن لاحقا انسحابه من الحياة السياسية، وصرح حينها أنه وضع “قطار الإصلاحات على السكة الصحيحة”.
المطاردة والسجن
تغيرت حياة سيف الإسلام بعد ثورة فبراير 2011 وسقوط نظام والده ثم اغتيال الأخير، إذ أعلن المجلس الانتقالي الليبي في 19 نوفمبر2011 اعتقاله جنوبي ليبيا.
وأحيل إلى المحاكمة بتهم “التحريض على إثارة الحرب الأهلية والإبادة الجماعية وإساءة استخدام السلطة وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين والإضرار بالمال العام وجلب مرتزقة لقمع المحتجين في أحداث 17 فبراير 2011..”
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة لاعتقال سيف الإسلام في عام 2011 بتهمة ارتكابه جرائم حرب، وحكم عليه القضاء الليبي بالإعدام في 2015.
وبعد مكوثه في السجن لسنوات، أطلق سراح سيف الإسلام بمدينة الزنتان غربي ليبيا في جوان 2017، تطبيقا لقرار العفو العام، بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه.
وقضت المحكمة العليا في ليبيا في ماي 2021 بإسقاط حكم الإعدام الصادر ضد سيف الإسلام.
عودة للمشهد السياسي
ومنذ الإفراج عنه، اختفى سيف الإسلام عن الظهور الإعلامي في ليبيا، لكنه عاد مؤخرا إلى الواجهة، بعد أن نشرت جريدة “التايمز” البريطانية في جوان 2021 أنه يستعد للسباق حول منصب الرئيس في الانتخابات المقررة في ديسمبر 2021.
وكتبت الصحيفة البريطانية أن سيف الإسلام يمكنه الاعتماد على الحنين إلى الاستقرار النسبي لحكم والده.
ولم يحسم نجل العقيد الليبي الراحل بعد موقفه بشأن مشاركته في الانتخابات الرئاسية، لكنه دعا مؤخرا في رسالة عن طريق محاميه خالد الزايدي، الشعب الليبي إلى المشاركة في الانتخابات القادمة.
ويختلف الليبيون بشأن مسألة عودة سيف الإسلام إلى المشهد السياسي وإمكانية خوضه للانتخابات الرئاسية.
ويرى خبراء سياسيون ليبيون أن من حق سيف الإسلام، الترشح في انتخابات الرئاسة، ويؤكد أحمد قذاف الدم، وهو ابن عم العقيد الليبي الراحل، في تصريح له أن سيف الإسلام سيفوز بالانتخابات الرئاسية في حال ترشحه.
وأسس أنصار النظام الليبي السابق مؤخرا حركة تحت اسم “رشحناك، سعوا من خلالها إلى حشد صفوف المناصرين، وتنظيم فعاليات في أرجاء البلاد، تدعو إلى ترشيح سيف الإسلام لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.
وفي المقابل يرفض جزء من الليبيين عودة سيف الإسلام إلى المشهد السياسي، ناهيك عن خوضه غمار الانتخابات الرئاسية.
ويرى مراقبون أن مسألة ترشح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية ترتبط بحسابات محلية ودولية..