تعيش جنوب إفريقيا منذ أيام على وقع أعمال عنف وشغب، أسفرت عن مقتل عشرات المواطنين، إضافة إلى نهب ممتلكات وتدمير بنى تحتية. جاءت هذه التطورات عقب سجن الرئيس السابق جاكوب زوما، بتهمة ازدراء القضاء.
أسفرت أعمال العنف والشغب عن مقتل 72 شخصا على الأقل في إقليمي “كوازولو ناتال” و”جوهانسبورغ”.
وأعلنت الشرطة أن معظم الوفيات يعود سببها إلى التدافع خلال عمليات سرقة المحلات، وبعضها الآخر ناتج عن إطلاق نار وتفجيرات أمام أجهزة الصرف الآلي.
ونشر الرئيس، سيريل رامافوزا، قوات لإخماد الاضطرابات ولمساندة قوات الشرطة المنهكة مع انتشار النهب وحرق المباني في مقاطعتي كوازولو-ناتال وغوتينغ المكتظتين بالسكان.
وكان مئات المحتجين أغلقوا الطرق، ونهبوا المتاجر وأشعلوا النار في الشاحنات والسيارات.
الاتحاد الإفريقي يدعو للهدوء
دعا الاتحاد الإفريقي إلى إعادة فرض النظام والسلام والاستقرار، بشكل عاجل في جنوب إفريقيا.
وشدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي, موسى فقي، على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة دولة القانون في جنوب إفريقيا.
وحذر من “انعكاسات وخيمة” ليس فقط في جنوب إفريقيا، وإنما في المنطقة ككل.
سجن جاكوب زوما
اندلعت أعمال العنف والشغب على خلفية الحكم على الرئيس السابق جاكوب زوما بالسجن لمدة 15 شهرا، بعد إدانته بازدراء القضاء الذي كان يحقق معه في قضية فساد تعود إلى عهده الذي استمر تسعة أعوام.
ويرى مراقبون أن من بين أسباب أعمال الشغب، شعور الناس باليأس جراء الوضع الاقتصادي الصعب.
وكانت أعلى محكمة في البلاد أصدرت في 29 جوان حكما غير قابل للاستئناف قضى بسجن زوما 15 شهرا، لرفضه الإدلاء بشهادته أمام لجنة تحقيق في أعمال فساد خلال فترة حكمه.
وبعد رفض متكرر، سلم زوما نفسه إلى سلطات أحد السجون في بلدة إيستكورت الريفية، بمقاطعة كاوازولو-ناتال مسقط رأسه.
وكان صرح قائلا: “لست خائفا من الذهاب إلى السجن لمعتقداتي… سبق أن أمضيت أكثر من 10 سنوات في روبن آيلاند في ظروف صعبة وقاسية جدا”.
وصرحت المسؤولة السابقة في مكافحة الفساد، ثولي مادونسيلا، لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه كان من الممكن تجنب أن يكون لدى جنوب إفريقيا رئيس سابق عمره 79 عاما وبطل سابق في نضال التحرير، يودع السجن لمجرد أنه لا يريد أن يحاسب.
تهم بالفساد
أثارت أزمة زوما مع القضاء توترات داخل المؤتمر الوطني الإفريقي، حيث طالب أنصاره بالدفاع عن بطلهم، في حين دعا آخرون لترك العدالة تأخذ مجراها.
وانضم زوما إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، ليصبح مسؤول الاستخبارات في كفاح الحزب ضد نظام الفصل العنصري.
تسلم الرئاسة في ماي 2009 ، وأصبح ثالث رئيس ديموقراطي لجنوب إفريقيا، لكن الفترة الرئاسية تلك كشفت عن انقسامات وفضائح فساد.
وفي 2018 طرد المؤتمر الوطني الإفريقي زوما، واستبدله بسيريل رامابوزا، الزعيم النقابي السابق.
ويقول محققون إنه خلال عهد زوما، اختُلست مليارات الدولارات من أصول الدولة من مقربين له.
ويواجه الرئيس السابق، اتهامات بالضلوع في قضية رشوة تعود لأكثر من 20 عاما، و16 اتهاما بالاحتيال والتزوير والاختلاس، تعود لصفقة شراء طائرات مقاتلة وزوارق دورية ومعدات عسكرية في 1999، من خمس شركات أسلحة أوروبية.
وبلغت قيمة الصفقة ما كان يعادل آنذاك قرابة خمسة مليارات دولار.