تصنفها الأمم المتحدة كإحدى أقل بلدان العالم تطورا، لكنها تملك ثروات طبيعية ضخمة، مثل اليورانيوم والنفط والذهب، تربطها علاقات جيدة مع جيرانها وخاصة مع الجزائر.
الموقع
يقع النيجر في منطقة الساحل والصحراء في غرب القارة الإفريقية، يحده من الشمال الجزائر وليبيا، ومن الشرق تشاد، ومن الجنوب نيجيريا وبنين، ومن الغرب بوركينا فاسو ومالي.
ويرجع اسم النيجر، وهو بلد غير ساحلي، للنهر العظيم الذي يمر بالمنطقة الغربية من البلاد.
يبلغ عدد السكان 23.3 مليون نسمة، حسب إحصائيات البنك الدولي لعام 2019، أكثر من 90 بالمائة منهم من المسلمين، بحسب مصادر مختلفة.
تبلغ مساحة النيحر 1267 ألف كيلومتر كربع، ما يجعلها الأكبر من حيث المساحة في غرب إفريقيا، والعاصمة هي نيامي، وتقع في الزاوية الجنوبية الغربية للنيجر.
من الناحية التاريخية، خضع البلد للاحتلال الفرنسي ونال استقلاله عام 1960.
يوجد في النيجر قبائل متعددة، أبرزها قبائل الهوسا، و الطوارق، والعرب، والسنغاي، و الزرما، والفلاته، والتوبو، والكانوري، والغورمانتشي.
عرفت البلاد حالة من عدم الاستقرار السياسي، ففي عام م 1991، أجبر علي سايبو تحت ضغط شعبي، على إجراء انتخابات عامة أدت إلى قيام حكومة ديمقراطية عام 1993.
وقام إبراهيم باري بانقلاب عسكري عام 1999، لكنه قتل في انقلاب عسكري آخر قام به ضباط من الجيش.
أجريت انتخابات فاز بها مامادو تانغا في ديسمبر 1999، وأعيد انتخابه عام 2004، وفي فبراير 2010 جرى عزل تانغا عن طريق انقلاب عسكري آخر بقيادة الجنرال سالو جبو الذي ترأس الدولة لمدة سنة.
ونظمت انتخابات فاز فيها رئيس “الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية”، الحاج محمد إسفو، وبعد إكمال فترة رئاسته الأولى، نظمت انتخابات جديدة عام 2016. وأعيد انتخاب إسفو لولاية ثانية.
انتخب محمد بازوم في فبراير 2021 رئيسا للنيجر، ويتمتع حزبه السياسي “الحزب النيجيري للديمقراطية والاشتراكية” بأغلبية في الجمعية الوطنية (79 نائبا من أصل 179).
علاقات جيدة مع الجزائر
يرتبط النيجر بعلاقات جيدة مع جيرانها، وخاصة الجزائر. كما أن له علاقات جيدة مع الصين و مع الولايات المتحدة، التي تعتبره شريكا أمنيا واستراتيجيا في المنطقة.
وتكتسي العلاقات الثنائية بين الجزائر والنيجر بأهميتة استراتيجية منذ عقود، وترتكز على روابط تاريخية متينة عززتها التحديات المشتركة في المنطقة.
ويحرص البلدان على ضمان استمرار التعاون في مختلف المجالات، خاصة المجالين الأمني والاقتصادي.
والنيجر عضو في منظمات إقليمية مثل الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، وتجمع دول الساحل والصحراء، إضافة إلى عضويته في منظمة التعاون الإسلامي.
شارك ويشارك بقوات في عمليات لحفظ السلام في إفريقيا، في كوت ديفوار، وفي جمهورية إفريقيا الوسطى، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي مالي.
تحديات أمنية
يواجه البلد تحديات أمنية متزايدة على حدوده، خاصة في المنطقة الحدودية مع مالي، وفي منطقة بحيرة تشاد، وعلى الحدود مع ليبيا.
وعانى من هجمات متكررة منذ عام 2011، ما تسبب في نزوح أعداد كبيرة من السكان.
ويلعب النيجر دورا بارزا على مستوى منطقة الساحل والصحراء وغرب إفريقيا، وشارك في تأسيس “القوة المشتركة متعددة الجنسيات” مع تشاد ونيجيريا والكاميرون، وفي إطلاق التحالف من أجل الساحل في مارس 2020.
وزيادة على التحديات الأمنية، يعد النيجر طريق عبور لمهاجرين غير شرعيين نحو القارة الأوروبية. وطريق عبور رئيسي للمخدرات غير المشروعة والأسلحة والجهاديين.
ثروات ضخمة
رغم أن الأمم المتحدة تصنف البلد ضمن الدول الفقيرة، إلا أن النيجر بملك ثروات طبيعية ضخمة، على رأسها اليورانيوم والذهب والبترول.
ويؤكد الباحث الأكاديمي محمد أغ محمد لوكالة الأناضول التركية، أنه بالرغم من أن 80 % من أرض النيجر صحراء، إلا أنها ثرية بمعادن ذات قيمة عالية، ونسبة الـ 20 % المتبقية صالحة للزراعة، فهناك معادن وثروات وأحجار كريمة، وهنا زراعة وأشجار ونهر.
ويمد يورانيوم النيجر فرنسا بـ 35 % من احتياجاتها من الطاقة النووية، وهي تمثل 75 % من الطاقة الكهربائية الفرنسية.
وبدأت فرنسا عام 1971 عبر شركة “أريفا” في الاستحواذ على استخراج يورانيوم النيجر، ويقول الباحث النيجيري لوكالة الأناضول “إن النيجر تضيء فرنسا باليورانيوم..”
وبملك النيجر أيضا آبارا ضخمة من النفط، بدأ استخراجه حديثا وتصديره إلى بعض دول غرب إفريقيا،
وتستحوذ الشركات الغربية على النسبة الكبرى من عملية استخراج وتصنيع بترول النيجر.
ويعتبر الذهب أيضا أحد المواد المعدنية الموجودة بكثافة في النيجر..
وإلى جانب فرنسا، بدأت الصين في الاهتمام بهذا البلد الإفريقي، وتعتبره أرضا بكرا يمكن أن تزودها بالموارد الإستراتيجية مثل اليورانيوم.