تبحث ورشة عمل نظمتها “رابطة علماء ودعاة أئمة دول الساحل”، في واغادوغو، عاصمة بوركينافاسو، سبل معالجة الفكر المتطرف في المنطقة.
تعقد أشغال ورشة العمل الـ 12 لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل على مدى يومين ( 5 و6 جويلية ) تحت عنوان: “في سبيل معالجة التطرف: قبول الآخر من التنظير إلى الممارسة”.
وأكد رئيس فيدرالية الجمعيات الإسلامية ببوركينافاسو، الحاج أومارو زنغرانا، أن الفدرالية سعت للمشاركة في هذه الورشة بأكبر قدر من الأئمة “المتعطشين لنهل العلم الشرعي من منابعه الصحيحة..”
“تجربة الجزائر”
وقال إن الهدف من المشاركة في هذه الورشة هو الاستفادة من تجربة الدول الأعضاء الرائدة في مكافحة التطرف، وفي مقدمتهم الجزائر.
وتتكون فديرالية الجمعيات الإسلامية من 360 جمعية إسلامية في بوركينافاسو تمثل أربعة طوائف كبيرة على غرار السنة والتيجانية.
ويتداول رؤساء هذه الطوائف الأربعة على رئاسة الفدرالية لعهدة مدتها عام واحد.
وأكد الحاج أومارو ـ في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الاثنين ــ أن الهدف الأهم بالنسبة لنشاط هذه الفدرالية هو الحفاظ على الانسجام بين متخلف الطوائف والمذاهب، من أجل رفع صوت المسلمين في هذا البلد والتغاضي عن الخلافات الفقهية.
ودعا الحاج أومارو، في تصريحه لوكالة الأنباء الجزائرية، السلطات الجزائرية لتكوين الأئمة والدعاة في بوركينافاسو، من أجل مجابهة الفكر المتطرف الذي عرف انتشارا واسعا في دول الساحل خلال السنوات الأخيرة.
وقال “نناشد السلطات الجزائرية مرافقة أئمتنا وتكوينهم على أسس الدين الإسلامي الصحيحة والمعتدلة والوسطية..”
وكشف أن هذا اللقاء الذي تنظمه الرابطة يعد “فرصة لمباشرة اتصالات رسمية مع ممثلي الجزائر في الرابطة ومع سفير الجزائر ببوركينافاسو لدراسة هذا المشروع”.
واعتبر أن تنظيم هذه الورشة في بوركينافاسو له “دلالات خاصة”، نظرا للوضع الأمني غير المستقر وتصاعد موجة الاعتداءات الإرهابية، مثمنا مبادرة أعضاء الرابطة وإسهامهم في “نشر الفكر الوسطي ومكافحة التطرف العنيف”.
ومن جهته، كشف الإمام وعضو جمعية السنة والجماعة المنضوية تحت لواء هذه الفدرالية، الشيخ عمر سنقارة، أن المسلمين الذين يشكلون أغلبية في بوركينافاسو (65%)، يرغبون في تعلم أصول الدين واللغة العربية.
فراغ تستغله جماعات متطرفة
غير أن عدد المراكز والمدارس القرآنية قليل جدا وإمكانياتها المادية والبشرية ضعيفة. ويوضح الشيخ عمر، أن تكوين الأئمة والدعاة منعدم في بوركينافاسو.
ويشير إلى أن هذا الفراغ “تحاول جماعات متطرفة استغلاله لنشر أفكارها الضالة”، واقترح في المقابل أن يدرس أعضاء رابطة علماء الساحل خلال هذه الورشة، إمكانية تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأئمة في بوركينافاسو.
ويقول إنه تلقى شخصيا تكوينا قاعديا في بلاده وتحصل على تكوين جامعي في دولة النيجر، غير أن شهادة الليسانس التي مكنته من تولي منصب إمام لم تمنحه القواعد الأساسية والأدوات اللازمة لمجابهة الفكر المتطرف بقوة الحجة والفهم الصحيح للدين الإسلامي.