خصص الكاتب الفلسسطيني، محمد النوباني مقاله في جريدة “رأي اليوم” الصادرة في لندن، للحديث عن ذكرى استقلال الجزائر.
تحل اليوم الذكرى الـ 59 لإستقلال الجزائر عن فرنسا الظالمة والمتوحشة والمجرمة التي إستعمرت هذا البلد العربي لمدة 132 عاماً وسامت شعبه سوء العذاب وقتلت من ابنائه مليون ونصف المليون شهيد ولكنها لم تنجح في فرض الإستسلام عليه وفرسنته، فرحلت تحت ضربات المقاومة الجزائرية، بقيادة جبهة التحرير الوطني ، وبقيت الجزائر عربية.
وكفلسطيني فإنني لا أضيف جديداً إن قلت بإن الشعب الفلسطيني الذي يرفع العلم الجزائري، إلى جانب العلم الفلسطيني، في المسيرات والمظاهرات الشعبية المنددة بالاحتلال الإسرائيلي وفي مختلف المناسبات الوطنية والقومية والدينية يعتبر المناسبات الوطنية الجزائرية، ومنها عبد إستقلال الجزائر مناسبات فلسطينية.
فنحن في فلسطين لن ننسى ما حيينا ما قاله الرئيس الجزائري الراحل هواري بو ميدين “نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة” ولن ننسى أن الجماهير الجزائرية شجعت المنتخب الفلسطيني ضد منتخب بلادها عندما جرت مباراة ودية ببن المنتخبين في الجزائر العاصمة ولن ننسى المساعدات المادية والمعنوية النزيهة التي قدمتها ولا تزال تقدمها الدولة الجزائرية لنا.
كما يجب أن لا ننسى نحن الفلسطينيين بأن إستلهام التجربة الجزائرية في كفاحنا ضد الإحتلال الإسرائيلي له اهمية كبيرة راهنة بالنسبة لنا.
فالشعب الجزائري، كما نحن، لم يتعرض الإحتلال عادي بهدف سرقة الثروات والخيرات فقط بل لغزو إستيطاني إدعى اصحابه ملكية الارض ايضاً ورغم طول سنوات الإحتلال وإجرام المحتلين والتكلفة والتضحيات الكبيرة التي قدمها الجزائريون فقد إنتصروا على الاحتلال واجبروه ومستوطنيه الذين إستزرعهم على الرحيل.
وبإختصار فإن تجربة الإستقلال الجزائري اثبتت بإن طرد المحتلين لا يأتي عبر المفاوضات العبثية وتوسل المجتمع الدولي للضغط على فرنسا من اجل إستعادة الحقوق بل عبر كل اشكال النضال وعلى راسها المقاومة المسلحة.
كما اثبتت تلك النجربة بأن المفاوضات الحقيقية المشروعة هي المفاوضات التي تجري تحت النار ومن اجل الإتفاق على جداول زمنية للإنسحاب، اتفاقية ايفيان في 1962، وليس للتفاوض على المفاوضات كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية في إتفاق اوسلو عام 1993.
كما لا بد لنا ونحن نكتب عن الذكرى الـ59 لإستقلال الجزائر من أن نعرج على الجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبتها فرنسا المجرمة ضد الشعب الجزائري الشقيق فعلاوة على قتلها لمليون ونصف المليون جزائري وإجرائها لآولى تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية مما ادى و يؤدي حتى اليوم لوفاة الكثير من الجزائريين متأثرين بمرض السرطان فإنها تواصل رفض الاعتذار للشعب الجزائري عن الجرائم التي إرتكبتها بحقه فيما تجرم وتحاكم كل من يشكك بالمحرقة اليهودية “الهولوكست” وتقدمهم إلى المحاكمة بمن فيهم علماء ومؤرخون ورجال دين. آن الجرائم التي إرتكبها حكام فرنسا ضد الشعب الجزائري، من ديغول وحتى ماكرون، وضد الشعوب العربية ومنها الحرب التي قادها ساركوزي ضد الشعب الليبي عام 2011 وضد الشعوب الافريقية هي مثل الجرائم التي إرتكبتها وترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي من النوع الذي لا يسقط بالتقادم ولذلك فإن يوم الحساب آت لا محالة.
في الختام لا بد من ان نتذكر ونحن نتحدث عن ذكرى إستقلال الجزائر الزعيم المصري الخالد جمال عبد الناصر الذي احتضن الثورة الجزائرية واستضاف قيادتها التاريخية في القاهرة وقدم لها المال والسلاح ولولاه لما إنتصرت كما قال الراحل هواري بو مدين .
كاتب فلسطيني