حمّل رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، شهباز شريف، حكومة رئيس الوزراء السابق عمران خان مسؤولية “الفشل” في معالجة مشكلة توليد الكهرباء في فترة ولايتها.
اتهمت المعارضة الباكستانية خان بعدم الوفاء بوعوده فيما تعلق بتحسين الظروف الاقتصادية في البلاد والقضاء على الفساد، كل هذا حدث خلال أربعة أشهر فقط من تولي عمران خان رئاسة الوزراء في باكستان. فهل تعد فترة كافية للحكم على أداء الحكومة أم أن أسبابا خفية تقف وراء هذه الهجمة.
حيثيات
انقطاع الكهرباء والصعوبات الاقتصادية، التي تعيشها باكستان ليس المشكلة الحقيقية، التي تسببت في حجب الثقة عن حكومة عمران خان. الأسباب الحقيقية تتعلق بمواقف خان من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومن التواجد الأمريكي في أفغانستان، وميل هذا الأخير إلى الصين وروسيا، بدل التخندق مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
في 9 أفريل الماضي، صوّت أعضاء البرلمان في باكستان لصالح حجب الثقة عن حكومة عمران خان، عقب إبطال المحكمة العليا الدستورية قرار نائب رئيس البرلمان حل هذا الأخير وتنظيم انتخابات مسبقة.
وقبل هذا دعا عمران خان إلى حل البرلمان وتنظيم انتخابات مسبقة ومنح الشعب الفرصة لقول كلمته بدل الاعتماد على آليات تتحكم فيها قوى خارجية.
استقلالية قرار
في مارس 2022، خرج عمران خان في تصريح يهاجم الولايات المتحدة والغرب، ردا على رسالة مشتركة لـ22 بعثة دبلوماسية غربية، تحثه فيها على اتخاذ موقف معارض لتدخل روسيا في أوكرانيا، ودعم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين العملية الروسية. وقال خان حينها: “ماذا تعتقدون، هل نحن عبيد لكم نفعل أي شيء تقولونه؟”.
وقبل هذا، زار خان موسكو، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبيل انطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، وقال إن باكستان وروسيا أصدقاء، كما هو الأمر مع أمريكيا والصين وأوروبا، وأكد أن باكستان تلتزم الحياد ولا تريد التخندق في أي معسكر.
وطورت باكستان الحليف التقليدي للغرب، في الفترة القصيرة لتولي خان رئاسة الوزراء، علاقات استراتيجية مع الصين، العدو الجديد الولايات المتحدة الأمريكية والغرب. حيث شرعت الصين في تطوير البنى التحتية في باكستان في إطار مشروع الحزام والطريق.
من جهة أخرى، تحمل الولايات المتحدة الأمريكية حكومة خان جزء من هزيمتها في أفغانستان، إذ رفضت إشراك الجيش في عمليات ضد حركة طالبان بالتعاون مع الجيش الأمريكي هناك. على اعتبار أن التواجد الأمريكي هو احتلال، وعليه أن يدير وحده الوضه الذي أوجده في أفغانستان.
وبالتالي يمكن القول إن عمر خان دفع ثمن خياراته المستقلة عن إملاءات الغرب، ورفض الانحياز إلى أي طرف من أطراف النزاع في مختلف القضايا ذات الصلة.