أكدت الرئاسة الفلسطينية اليوم الأحد أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى الذي تسعى سلطات الاحتلال الصهيوني إلى فرضه.
حذر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، في بيان وزع على الصحفيين، أن ” الفلسطينيين لن يقبلوا بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد مهما كان الثمن”، مشددا على أن المسجد “كما قررت الشرعية الدولية هو مسجد للمسلمين”.
وأكد أن الشعب الفلسطيني “لن يسمح بتمرير هذه المؤامرة مهما كانت التضحيات”، لافتا إلى أن ما يجري في المسجد من اقتحامات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين واغلاق أبوابه أمام الفلسطينيين والاعتداء على المصلين والمعتكفين بداخله: “تصعيد خطير تتحمل حكومة الاحتلال وحدها تداعياته”، داعيا الفلسطينيين إلى شد الرحال إلى الأقصى.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية رفضها لتصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت بشأن “أحقية أي شخص الدخول للمسجد الأقصى شرق مدينة القدس والصلاة فيه”، معتبرة إياها “محاولة لتشريع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد”.
وطالب أبوردينة الإدارة الأمريكية بـ”الخروج عن صمتها ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها”، داعيا المجتمع الدولي إلى توفير الحماية الدولية للفلسطينيين كخطوة أولى نحوإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، أن “المسجد الأقصى بكامل مساحته ملك وحق للمسلمين، ولا يمكن تقسيمه بأي شكل من الأشكال”.
وقال أشتية، لوكالة الأنباء الفلسطينية اليوم “إن حكومة نفتالي بينيت تريد تصدير أزمتها الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني من خلال مضاعفة الاستيطان والاعتداءات على المسجد الأقصى والقتل والحصار، بهدف فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد المبارك”.
“مخططات حكومة الاحتلال المتطرفة”
أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن ما يتعرض له القدس والمسجد الأقصى يأتي “تنفيذا لمخططات حكومة الاحتلال المتطرفة لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا”.
واتهمت “فتح” في بيان للناطق باسمها محمد ربيع، الكيان الصهيوني بتعمد تحويل المسجد الأقصى إلى “ساحة حرب”، ل”محاولة جر المنطقة إلى حرب دينية، في ظل انشغال العالم بالنزاع الروسي-الأوكراني”.
من جهته، شدد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، بأنه “من حق الشعب الفلسطيني الوصول إلى المسجد الأقصى والصلاة والاعتكاف فيه، ولن نخضع لكل إجراءات القمع والإرهاب الصهيوني”.
وأضاف: “إن شعبنا يدافع عن نفسه وأرضه، ومن حقه الطبيعي أن يستمر في مقاومته، والقدس هي محور الصراع، وسنواصل الدفاع عنها في معركة مفتوحة مع المحتلين، وسوف نحسمها لصالحنا مهما طال الزمن”.
مواجهات يومية
ويشهد الحرم القدسي الشريف منذ بداية شهر رمضان حوادث توتر يومية ومواجهات بين مصلين فلسطينيين وشرطة الاحتلال، مع تزامن الأعياد اليهودية خصوصا ما يسمى “عيد الفصح العبري”، مع شهر رمضان لدى المسلمين.
وأصيب عدد من الفلسطينيين واعتقل آخرون خلال اقتحام قوات الكيان الصهيوني، صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك لتأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين، تلبية لدعوات أطلقتها منظمات الهيكل المزعوم بمناسبة “عيد الفصح العبري”.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 10 فلسطينيين خلال اعتداءات قوات الاحتلال على المتواجدين بمنطقة “باب الأسباط”، أحد أبواب المسجد الأقصى، ونقلت ثلاثة منهم للمستشفى.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قوات الاحتلال اقتحمت بأعدادكبيرة المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين فيه والمرابطين في باحاته، واعتقلت ثلاثة شبان، وسط إطلاق مكثف لقنابل الصوت والغاز، في محاولة لإخراج المصلين من باحاته تهيئة لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية.
اقتحام جديد
واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، صباح اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك، لتأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، أن قوات الاحتلال اقتحمت بأعداد كبيرة المسجد الأقصى، في محاولة لإخراج المصلين والمعتكفين من باحاته تهيئة لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية.
وأضافت بأن عددا من قناصة شرطة الاحتلال انتشروا فوق أسطح المسجد الأقصى وفوق البنايات المجاورة له.
الاتحاد البرلماني العربي يدين
وادانت رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، اليوم الأحد، تكرار اقتحام المستوطنين وقوات الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك، رفع وتيرة الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، خاصة منذ بداية شهر رمضان، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ذكرت الوكالة نقلا عن بيان للاتحاد، إدانته “لمواصلة سلطات الاحتلال الاعتداءات الوحشية والإعدامات الميدانية، التي تسعى من خلالها الى تغيير الوقائع الميدانية والوضع القانوني والتاريخي للقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك”، وحذر “من مغبة استمرار هذه الأعمال الهمجية الاستفزازية، التي قد تدفع المنطقة بأكملها إلى عواقب وتبعات لا تحمد عقباها”.