تجددت مطالب جزيرة كورسيكا التابعة لفرنسا بالاستقلال على خلفية الاحتجاجات التي انطلقت مطلع الشهر، ورافقتها أعمال عنف وتخريب.
تستمر الاحتجاجات في جزيرة كورسيكا للأسبوع الثالث، دون أن تتمكن السلطات الفرنسية من تهدئة الأوضاع هناك. وتحولت إلى أعمال عنف وتخريب ونهب، مع مطالب بالاستقلال عن الجمهورية الفرنسية. وحمل المحتجون رايات الاستقلال، وهتفوا بسقوط الجمهورية واصفين الدولة الفرنسية بـ”السفَّاحة”.
أسباب
وتفجرت الأزمة على إثر الاعتداء على الناشط الانفصالي إيفان كولونا في الثاني من مارس الجاري داخل أحد السجون الفرنسية، ثم الإعلان عن وفاته مساء الاثنين الماضي متأثرا بالجروح التي أصيب بها في ظروف غامضة. وكان كولونا، الذي يطالب باستقلال الجزيرة عن فرنسا، يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بعد إدانته بتهمة قتل مسؤول الإدارة المحلية كلود إرينياك عام 1998.
وفي محاولة منها لامتصاص غضب الشارع الكورسيكي، سارعت السلطات الفرنسية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات لصالح السجناء الانفصاليين، فأسقطت عنهم الوضع الخاص الذي كان يحرمهم الزيارة في المعتقل.
في حين سارع وزير الداخلية جيرالد دارمانان، الثلاثاء الماضي، إلى زيارة الجزيرة المضطربة، وصرح بأن الدولة مستعدة لمنح الجزيرة نظام الحكم الذاتي، وربط ذلك بتوقف أعمال العنف.
لكن ذلك لم يوقف المظاهرات والاحتجاجات في كورسيكا على خلفية وفاة الناشط “الأيقونة” بالنسبة للانفصاليين، الذي يعد رمزا لقضية المطالبة بالاستقلال التي تتواصل منذ نحو 25 عاما.