ترفض الصين عقوبات الغرب الاقتصادية ضد روسيا على خلفية العملية العسكرية التي نفذها الجيش الروسي ضد أوكرانيا.
يشير الموقف الصيني إلى دعم روسيا فيما تعتبره حماية أمنها القومي، من جهة، ومن جهة أخرى إلى إمكانية ان تخطو الصين منحى روسيا تجاه إقليم تايوان.
بين الصين وتايوان
شرعت الصين في مناورات عسكرية على الحدود مع تايوان يوم السبت 26 فيفري 2022، عقب إبحار سفينة حربية أمريكية، في اليوم نفسه، في إطار “نشاط اعتيادي”، حسب ما نقلت وكالة رويترز عن الجيش الأمريكي. وهو سلوك طالما عبرت الصين عن امتعاضها منه.
ونقلت وكالات أنباء عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية أن الغرض من قيام جيش التحرير الصيني بطلعات متعددة ومنتظمة ودوريات عسكرية في مضيق تايوان هو “الضرب بحزم للقوى “الانفصالية المتغطرسة”، التي تدعو لاستقلال تايوان، والحد من هذه الأفعال”.
وقبل هذا استنفرت تايوان قواتها الجوية، يومي 19 و20 فيفري 2022، بعد مناورات بحرية قامت بها الصين قرب جزر متنازع عليها بين الطرفين وخاضعة لحكم تايوان.
تحذير
وحذرت تايوان من أن السلم لا يكون عن طريق شراء أسلحة من قوى خارجية أو البحث عن دعم خارجي، لأن تايوان ليست أوكرانيا. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، أن طريق الاستقلال أمام تايوان طريق مسدود.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد شددت، يوم الخميس 24 فبراير، على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وأن السلام فيها له شروط، تتعلق بالتطور السلمي في المضيق.
ويشير الموقف الصيني إلى أن الصين لن تقبل بأية مساومات حول أراضيها، وأنها تعتبر نفسها ذات سيادة كاملة على كل الحدود الجغرافية لجمهورية الصين الشعبية، بما فيها تايوان.
يضاف إلى ذلك موقف الصين من العملية العسكرية، التي اعلنتها روسيا ضد أوكرانيا، حيث قالت الخارجية الصينية إن العملية ليست غزوا، كما تصف بعض وسائل الإعلام الغربية.
كذلك دعم بكين لموسكو من خلال رفض العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، مؤشر يوحي أن الصين قد تُقْدم على عمل عسكري ضد تايوان، التي تعتمد على الدعم الأمريكي في مواجهة الصين.
مؤشرات
ومن المؤشرات الأخرى هو تخلي الويات المتحدة الأمريكية عن دعم حلفائها، حيث سبق وأن تخلت عن عملائها في فييتنام، وتركتهم يلاقون مصيرهم مع النظام بعد الهزيمة.
وكذلك تفعل اليوم مع نظام زيلنسكي في أوكرانيا، الذي تخلت عنه، بعد أن وعدته بالدعم ضد روسيا. وبلغ به الاستفزاز حد طلب الانضمام إلى الناتو وبالتالي استقبال قواعد عسكرية أطلسية على الحدود الروسية.
عدم قدرة الغرب، ومن ورائه أمريكا، حماية حلفائه، إن لم يكن في إطار استراتيجية استنزاف، يقوض ثقة الحلفاء في أمريكا ويضعف مواقفها، ويبسط يد الصين وروسيا لاسترجاع الأراضي التي اقتطعت منها في وقت ضعف. ليس بالضرورة عن طريق الضم، لكن عن طريق تنصيب أنظمة موالية، لا تخدم مصالح الغرب على الأقل.