تشكل زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الى دولة قطر، ابتداء من اليوم السبت، فرصة لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين وتعميق التعاون الثنائي وتوسيع مجالاته ومواصلة التنسيق والتشاور حول القضايا العربية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي هاته الزيارة، التي تدوم يومين، تلبية لدعوة من أمير دولة قطر الشقيقة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما تندرج في إطار “تعزيز العلاقات الأخوية، بين الشعبين الشقيقين، ودفع أطر التعاون الثنائي، قدما، بما يجسد متانة العلاقات وتجذرها، بين قيادتي البلدين وشعبيهما”، حسبما افاد به بيان لرئاسة الجمهورية.
كما سيشارك السيد الرئيس في القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، التي تنعقد في الدوحة.
وكان الرئيس تبون والشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد التقيا في فبراير 2020، بالجزائر العاصمة، خلال زيارة رسمية للجزائر قام بها الشيخ تميم، سجل خلالها الطرفان ارتياحهما للتطور “الايجابي” الذي تشهده العلاقات القائمة بين البلدين واتفقا على “توسيع مجالات التعاون بما يسمح باستغلال قدرات البلدين”.
وتعرف العلاقات الجزائرية-القطرية ديناميكية تتجلى بشكل كبير في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، والتي كانت آخرها زيارة وزير الخارجية والجالية
الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، الى قطر منتصف يناير الماضي، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، أين استقبل بالدوحة من قبل أمير دولة قطر حيث سلمه رسالة خطية من الرئيس تبون.
وتم خلال هذا اللقاء بحث العلاقات الثنائية واستعراض الفرص الواعدة لتنمية التعاون المشترك، لاسيما في الميادين التجارية والاقتصادية والاستثمارية.
كما تم التأكيد على “تكريس توجيهات قيادتي البلدين الحريصة على ترسيخ أواصر التضامن والتعاون والتنسيق والعمل المشترك خدمة للقضايا التي تهم الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”. كما تم تناول أهمية ترقية العمل العربي المشترك في ظل التحضير للاستحقاقات الهامة المقبلة، خاصة القمة العربية المرتقبة بالجزائر خلال هذا العام وضرورة استغلال هذا الموعد لتكريس تقدم نوعي يعيد للعمل العربي المشترك نجاعته ومصداقيته ويعزز آلياته لحل الأزمات والنزاعات في المنطقة العربية.
وكان السفير الجديد لقطر لدى الجزائر قد ثمن، عقب تسليم أوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية، في نوفمبر الماضي، “الأشواط التي قطعها مسار التعاون الثنائي” بين الجزائر وبلاده، مؤكدا إمكانية الدفع به إلى “آفاق أرحب”، بالنظر الى الإمكانيات التي يزخر بها البلدان.
التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين
وزيادة على تعاونهما الثنائي في المجال السياسي والديبلوماسي، تسعى الجزائر وقطر الى إعطاء قفزة نوعية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وهوما تم التأكيد عليه خلال الاجتماع الأول لمجلس الأعمال الجزائري-القطري، المنعقد في أبريل الفارط عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد.
وخلال ترأسهما لهذا الاجتماع، اتفق وزير التجارة، كمال رزيق، ووزير التجارة والصناعة القطري، علي بن أحمد الكواري، على “إعطاء قفزة نوعية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من خلال تشجيع الشراكة والاستثمار الثنائي”.
وأكد رزيق خلال هذا الاجتماع على ضرورة تأسيس “شراكات جديدة” بين البلدين و”فتح آفاق واسعة لاطلاق مشاريع مشتركة ذات المنفعة المتبادلة تلبية لاحتياجات وتطلعات المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين”.
ودعا السيد الكواري بدوره إلى تشجيع الاستثمارات المتبادلة في كلا البلدين وتوسيع الشراكات لتشمل مجال القطاعات الفاعلة على غرار الصناعة والتجارة والصناعات الغذائية والصناعات التحويلية وقطاع السياحة والخدمات والطاقات المتجددة وغيرها.
وشهد التعاون الاقتصادي بين الجزائر وقطر قفزة نوعية في السنوات الأخيرة جسدها إنشاء شركة “الجزائرية القطرية للصلب” المالكة لمجمع الصلب في منطقة بلارة بولاية جيجل باستثمار يناهز ملياري دولار.
وفي الاتصالات، مجموعة “أوريدو” موجودة بالجزائر منذ 2004، تسجل حوالي 5ر12 مليون مشتركة محتلة بذلك المرتبة الثالثة في سوق الهاتف النقال بالجزائر.
وفي الاعلام الرياضي، كان رئيس إدارة شبكة “بي إن سبورت” القطرية ورئيس جهاز الاستثمار الرياضي في قطر، السيد ناصر الخليفي، قد صرح مؤخرا، عقب استقباله من قبل الرئيس تبون، أن زيارته للجزائر ستكون “بداية لعلاقات مشتركة مع مؤسسات بي إن سبورت” المتخصصة في الإعلام السمعي البصري الرياضي.
وينتظر أن تفتح الشبكة مكتبا لها بالجزائر عن قريب.
وفي المجال الرياضي دائما، استقبل الرئيس تبون، بداية يناير الفارط، الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي لأمير دولة قطر، الذي سلمه سارية علم كأس العرب لكرة القدم، وهي ذهبية مرصعة باللؤلؤ تحمل شعار البطولة وألوان الراية الوطنية الجزائرية، بعد تتويج المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم بالنسخة الأخيرة لهذه البطولة التي نظمت شهر ديسمبر الفارط بقطر.