مرت ساعة الصفر بردا وسلاما على أوكرانيا، ولم تحرك روسيا جنديا لغزو هذه الأخيرة، وبالتالي تفنيد ما روّجت له الترسانة الإعلامية الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
أكدت الوقائع أن فكرة اندلاع حرب روسية أوكرانية لم تكن سوى سيناريو أمريكي، حاول دفع روسيا بكل الطرق لاجتياح أوكرانيا وبالتالي تقديم ذريعة ملموسة لضمها إلى حلف الناتو. ومنه التسلل إلى آخر خطوط الدفاع الروسية. وهي محاولات مازالت قائمة.
لا بديل عن التراجع
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، أمس الثلاثاء، إن تراجع أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف الناتو سيريح كثيرا من الدول.
وقبلها قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بنبرة تهديد ووعيد، إن دفع أوكرانيا للانضمام على الناتو يعني ان حربا ستشتعل. وستضطر أوروبا إلى الدخول فيها، ولن يكون هنالك فائز.
وأضاف: رغم ان ميزان القوة مختل لصالح الناتو، لكن روسيا دولة نووية أيضا وتتفوق على الناتو في مجالات أخرى.
لن تتراجع أمريكا عن فكرة ضم أوكرانيا على حلف الناتو، لأن ذلك سيهز صورتها في العالم خاصة بعد انسحابها من أفغانستان دون تحقيق مكاسب استراتيجية. كما لن تتخلى عن السياسة التوسعية لحلف الناتو لضم أكبر عدد ممكن من الدول المجاورة لروسيا.
لكن من المتوقع أن تدفع هي وباقي الدول الغربية أوكرانيا إلى العدول عن طلب الانضمام.
تصريحات
ويتضح هذا التوجه الغربي في تصريح السفير الاوكراني لدى بريطانيا اديم بريستايكو، أمس، إن بلاده قد تتراجع عن مساعي الانضمام إلى حلف الناتو “خاصة بعد تهديدنا بهذه الطريقة وابتزازنا والضغط عليها من أجل ذلك”.
وردت بريطانيا انها تدعهم القرار السيادي لأوكرانيا سواء كان بالسعي للانضمام او التراجع عن الفكرة.
أما روسيا ورغم ترحيبها بتصريح السفير الأوكراني، إلا أن الكرملين اعتبره موقفا غير رسمي لا يمكن البناء عليه.
لكن يبدو ان الويات المتحدة الأمريكية لا تريد من أوكرانيا ان تتراجع عن الانضمام لحلف الناتو. حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم: “في الواقع، يشير محللونا إلى أن الوضع مازال خطيرا للغاية. وتبقى الحقيقة في الوقت الحالي أن لدى روسيا 150 ألف جندي يحاصرون أوكرانيا، ولا يزال الغزو ممكنا بشكل واضح”.
وتابع: “لهذا السبب طلبت مرات أن يغادر جميع الأمريكيين أوكرانيا الان، قبل فوات الأوان للمغادرة بأمان”.
وأضاف أن بلاده مازالت مستعدة للدفاع عن حلفائها ضد أي غزو روسي محتمل.
ويفسر ذلك بانعدام الثقة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية فيما تعلق بالملف الأوكراني. حيث ينتظر كل طرف أن يتنازل خصمه أولا.