أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشاغا، بدء مشاوراته مع مختلف الأطراف والمناطق الليبية لتشكيل حكومة جديدة، متعهدا بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة. ومشددا على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) عن باشاغا قوله – خلال كلمة مسجلة بثتليلة الأحد إلى الاثنين عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي – “إن المشاورات الحالية لتشكيل حكومة سوف تضمن المشاركة السياسية الفاعلة من جميع الأطراف”.
وأضاف: ” بدأنا مشاورات تشكيل الحكومة مع مختلف الأطراف في مجلس النواب والدولة ومناطق ليبيا، بشراكة وطنية حقيقية من جميع الليبيين شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، مع ضمان معيار الكفاءة والقدرة، وأيادينا ممدودة للجميع”، مشيرا إلى أنه تلقى العديد من الاتصالات للتهنئة من الدول التي وصفها بالصديقة والشقيقية والذين أبدوا دعمهم لتشكيل حكومة جديدة.
وتابع باشاغا: ” إننا ماضون في تشكيل الحكومة، وسيتم تقديمها لمجلس النواب في الزمن المحدد، ونأمل في أن تنال الثقة وإن عملية التسليم والاستلام ستتم وفق الطرق السليمة”، لافتا إلى أن ” رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة شخصية مدنية محترمة، ويرفض الحروب، ونحن مقتنعون بأنه ينادي بالتداول السلمي للسلطة”.
وأشار رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشاغا – في كلمته – إلى السنوات العشر الماضية، قائلا: ” إنها شهدت عمليات تهجير وفقدان الأهل والأحباب وانتشار الفوضى والفساد وارتفاع أصوات الكراهية”، مضيفا بأن ” الجميع أدرك اليوم أننا كنا مخطئين باعتقادنا أن واحدا منا قد يلغي الآخر، أوأن واحدا منا يمتلك الحقيقة دون غيره”، مؤكدا أن ” قيمتنا في تنوعنا، ومصيرنا واحد”.
وكان مجلس النواب الليبي (البرلمان) أعلن الخميس الماضي في ختام اجتماع عقده في طبرق شرق ليبيا، أنه اختار وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، رئيسا للحكومة الجديدة وذلك بعد أيام من تصريح لرئيس البرلمان اعتبر فيه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة “منتهية الولاية”، ودعا إلى إعادة تشكيل الحكومة.
وتعقيبا على قرار البرلمان الليبي، أكد الدبيبة في كلمة متلفزة وجهها إلى الشعب الليبي أنه ” لن يسمح بمراحل انتقالية جديدة”، وأن حكومته ” مستمرة في عملها إلى حين تسليم المهمة إلى سلطة منتخبة”.
وقال الدبيبة: “هناك طبقة سياسية مهيمنة على البلاد طيلة السنوات الماضية، يصدرون القرارات في مجلس النواب دون نصاب ولا لوائح” وأن “هذه الطبقة، تحاول إيجاد سلطة موازية، والتي ربما تجرنا مجددا إلى مربع الانقسام والفوضى”، بحسب تعبيره.
وفي سبتمبر الماضي، أعلن البرلمان الليبي سحب الثقة من حكومة الدبيبة، المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، على أن تستمر في تسيير أعمالها كحكومة “تصريف أعمال”.
وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، في العام 2011.
الأمم المتحدة تؤكد على أهمية إجراء انتخابات نزيهة
وأكدت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز على “أهمية مواصلة التركيز على إجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة وشاملة في أقرب وقت ممكن”.
وقالت وليامز، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنها التقت “كل من رئيس الوزراء الليبي المكلف فتحي باشاغا، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، حيث شددت على ضرورة المضي قدمًا بطريقة شفافة وتوافقية من دون أي اقصاء، والحفاظ على الاستقرار في طرابلس وفي جميع أنحاء البلاد”.
وكان مجلس النواب الليبي صوت بالاجماع الخميس الماضي على اختيار فتحي باشاغا رئيسا للحكومة.. في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة الدولية لاتزال تعترف بالسيد عبد الحميد الدبيبة رئيسا للوزراء في ليبيا، وإن ستيفاني وليامز تجري مشاورات حاليا لجمع مزيد من التفاصيل بشأن تعيين السيد فتحي باشاغا رئيسا للوزراء من قبل مجلس النواب في طبرق، مشددا على ضرورة أن يجتمع القادة في ليبيا للاتفاق، أو إعادة الاتفاق، على مسار للمضي قدما.