أجلت عدد من الدول الغربية وروسيا موظفيها من سفاراتها في كييف، تحسبا “لاجتياح روسي محتمل” للأراضي الأوكرانية حسب ما تروج له وسائل إعلام غربية وامريكية بالدرجة الأولى. وأجلت روسيا هي الأخرى موظفيها من سفارتها في كييف ومن قنصلياتها في أوكرانيا، رغم استنكارها النهج الأمريكي.
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لإخلاء سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف، ونقلت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية عن مسؤولين امريكيين ، إن 200 دبلوماسي سيغادرون اوكرانيا أو ينتقلون إلى أقصى غرب أوكرانيا، لتحافظ أمريكا على تمثيل دبلوماسي في الدولة.
وحثت ألمانيا رعاياها، اليوم السبت، على مغادرة أوكرانيا على وجه السرعة إن لم يكن في تواجدهم هناك ضرورة. والأمر نفسه قامت به العراق التي دعت “موظفي السفارة العراقية في كييف للتمتع بالإجازة السنوية بشكل يكفل سلامة أفراد البعثة”. ودعت بريطانيا رعاياها وموظفي قنصلياتها وسفارتها غير الأساسيين إلى مغادرة أوكرانيا أمس الجمعة، وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي.
دعاية
وتروج الولايات المتحدة الأمريكية منذ مدة لدعاية مفادها أن روسيا تتأهب لاجتياح أوكرانيا. على خلفية طلب هذه الأخيرة الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما ترفضه روسيا وتعتبره تمددا أطلسيا مرفوضا إلى الخطوط الحمراء في العمق الاستراتيجي الروسي.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس – في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة -إن وزير الخارجية المريكية أنتوني بلينكن تحدث مع نطيره الأوكراني ديميترو كوليبا “لإعادة التأكيد على دعم الولايات المتحدة القوي لأوكرانيا في مواجهة التهديد الذي تتزايد حدته والمتمثل في المزيد من العدوان الروسي المحتمل”. وشدد بلينكن على أن “أي عدوان روسي على أوكرانيا سيقابل بعواقب سريعة وخطيرة وموحدة”.
ويتهم الغرب روسيا منذ نهاية 2021 بحشد آلاف الجنود على حدود أوكرانيا تمهيدا لغزو محتمل. وتنفي روسيا أي مخطط لشن هجوم لكنها تربط وقف التصعيد بإنهاء سياسة توسيع حلف الأطلسي ليشمل أوكرانيا وسحب قدرات الحلف العسكرية من أوروبا الشرقية.
ورفضت واشنطن هذه المطالب مقترحة في المقابل إجراءات للحد من التسلح وبناء الثقة والمقترحات حازمة في إصرارها على حق أوكرانيا وأية دولة أخرى في التقدم بطلب للانضمام إلى عضوية الحلف.
مؤامرة
واعتبرت روسيا أنها تواجه “حملة إعلامية منسقة غير مسبوقة” من قبل الغرب بهدف “تشويه صورة مطالبها العادلة لضمانات أمنية في أوروبا”.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان الجمعة إن “المجال الإعلامي العالمي شهد أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري حملة إعلامية غير مسبوقة من ناحية تنسيقها وإعدادها”، مبينة أن “الهدف منها إقناع الرأي العام العالمي بأن روسيا تستعد للهجوم على أوكرانيا”.
وأوضحت أن “سلطات الدول الغربية ووسائل الإعلام تآمرت لتأجيج التوترات المفتعلة حول أوكرانيا”، مؤكدة أنه في سياق الحرب الإعلامية ضدها “يستحق موقف المسؤولين الغربيين في إطار حملتهم التضليلية الضخمة ضد موسكو تنويها خاصا”.
وكانت الخارجية الروسية قد أشارت، في وقت سابق، إلى أن التصريحات الغربية حول العدوان الروسي المحتمل على أوكرانيا، وإمكانية مساعدة كييف في الدفاع عن نفسها ضد روسيا “تعتبر سخيفة وخطيرة في نفس الوقت”.
ويتهم الغرب روسيا بحشد أكثر من 100 ألف عسكري عند حدودها مع جارتها أوكرانيا تمهيدا لغزوها، مطالبا موسكو بسحب هذه القوات، فيما ينفي الكرملين بشكل مستمر هذه الاتهامات. وردت باتهامات مضادة بمحاولة حلف الناتو التوسع إلى الحدود الروسية، وهي تطالبه بضمانات عدم انضمام أوكرانيا إلى الحلف. وعدم نشر صواريخ في دول شرق أوروبا.
مناورات
وتشارك روسيا في مناورات واسعة في البحر السود، حيث انطلقت نحو 30 سفينة من أسطول البحر الأسود، انطلاقا من مينائي “سيفاستوبول” و”نوفوروسيسك” للمشاركة في مناورات واسعة في البحر الأسود. نقلا عن وكالة أنباء “سبوتنيك”.
وأضاف المصدر أن “هدف المناورات هو التدريب على الدفاع عن شبه جزيرة القرم وقواعد القوات التابعة لأسطول البحر الأسود والاتصالات البحرية ومناطق النشاط الاقتصادي البحري من التهديدات العسكرية المحتملة”.
وسيتم خلال تنفيذ تدريبات “عزيمة الاتحاد” تعزيز الأمن على حدود الدولة لمنع تغلغل الجماعات المسلحة وإغلاق قنوات نقل الأسلحة والذخيرة. كما سيقوم العسكريون من الدولتين بالبحث عن التشكيلات المسلحة غير الشرعية ومجموعات الاستطلاع وتدميرها.
وقبلها أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها ” أن روسيا وبيلاروسيا بدأتا مناورات عسكرية مشتركة تحت اسم “عزيمة الاتحاد 2022″ وذلك في إطار المرحلة الثانية من اختبار قوات الرد السريع في الدولة الاتحادية”. وقد جرت المناورات الخميس الماضي.
ونقلت مصادر إعلامية أن روسيا ستشارك إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في مناورات بحرية في الهند أواخر الشهر الجاري.
وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق أن التدريبات العسكرية الروسية واسعة النطاق في بيلاروسيا هي عمل “تصعيدي” في الأزمة الأوكرانية وليس ” تخفيفا للتصعيد”.