قررت تركيا وأرمينا تطبيع العلاقات الثنائية، بوساطة روسية. حيث وصل وفدا أرمينيا وتركيا إلى دار الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية في موسكو، أين يعقد الطرفان أول اجتماع للممثلين الخاصين للبلدين لتطبيع العلاقات الثنائية.
ذكرت وكالة “RT arabic” اليوم الجمعة، فإن الممثل الخاص لأرمينيا هو نائب رئيس برلمان البلاد روبين روبينيان، بينما يمثل تركيا سفيرها السابق لدى الولايات المتحدة سيردار كيليتش.
بعد 30 عاما
عين تركيا وأرمينيا منتصف ديسمبر الماضي مبعوثين عنهما، تمهيدا للتطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. يأتي هذا بعد 30 عاما من استقلال أرمينيا عن الاتحاد السوفييتي إثر انهياره العام 1991، ورغم أن تركيا كانت من أول المعترفين باستقلالها، إلا أنها لم تباشر علاقات دبلوماسية معها، ولم تفتح الحدود بين البلدين،
وكانت تركيا قد أعلنت استئناف الرحلات المباشرة بين العاصمتين المتوقفة منذ 2020، ولكن دون تحديد موعد لذلك، بينما رفعت أرمينيا منذ الأول من يناير الجاري، حظرا على البضائع التركية وضعته منذ عام.
وحصلت شركة الطيران الأرمينية “فلاي ون أرمينيا” على إذن من السلطات التركية لتسيير رحلات بين البلدين، وفقا لما ذكرته وكالة “تاس” أمس الخميس.
تاريخ متوتر
رغم اعتراف تركيا باستقلال أرمينيا عن الاتحاد السوفييتي المنهار، ودعمت تركيا أرمينيا من أجل الانضمام إلة مختلف المنظمات الدولية، وقدمت مساعدات لتتجاوز أزمتها الاقتصادية. إلا أن العلاقات الدبلوماسية لم تطبع، بسبب ادعاءات أرمينيا حول أحداث عام 1915.
واتهمت يريفان أنقرة بارتكاب ” إبادة جماعية” في حق قومية الأزمن، إبان الحكم العثماني في المنطقة. وهي اتهامات تعتبرها تركيا مجرد ادعاءات عارية عن الصحة.
وبقيت العلاقات على هذه الشاكلة إلى غاية الحرب الأرمينية الأذية حول إقليم قرة باخ ، التي بدأت في سبتمبر 2020. حيث استعادت أذربيجان بمساندة تركيا أقاليم من قرة باخ يقطنها مواطنون أذريون.
وقد قلبت هذه الحرب الموازين وتقرر على إثرها تحسين العلاقات بين تركيا وأرمينيا وأفضت في الأخير إلى تطبيع العلاقات.
ترحيب متبادل
وفي خطاب ألقاه الرئيس التركي أمام أعضاء البرلمان الأذري في العاصمة باكو شهر جوان 2021، قال إن الاستقرار والسلام في القوقاز لن يعودا بالفائدة على أذربيجان فحسب بل على أرمينيا ودول المنطقة والعالم بأسره.
وفي أوت 2021، قال أردوغان إن هناك فرصة جديدة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، بعد تحرير إقليم “قره باغ”، مبيناً أن تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة في حال اغتنمت أرمينيا هذه الفرصة.
بدوره، رحب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في سبتمبر 2021، بتصريحات أردوغان، مبيناً أن بلاده مستعدة للتشاور مع تركيا حول تطبيع العلاقات وإعادة فتح الطرق البرية والخطوط الحديدية بين البلدين.
وتوج المسار بإعلان البلدين تعيين ممثلين عن كل منهما لدى الدولة الأخرى، في خطة نحو تطبيع العلاقات.