صرح رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي بأن كييف تريد التوصل إلى تفاهم حول مواعيد محددة للانضمام إلى حلف الناتو في عام 2022، إضافة إلى إعادة إطلاق عملية السلام في دونباس.
قال زيلينسكي متحدثا، اليوم، في اجتماع للسفراء الأوكرانيين بمنطقة إيفانو فرانكيفسك: “نريد إعادة فتح عملية السلام في دونباس في أقرب وقت ممكن. وإعادة شبه جزيرة القرم. والحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي في السنوات المقبلة، والحصول على أفق زمني واضح جدا من الناتو، محدد للغاية، ونريد الحصول عليه في 2022”.
تبادل تهم
يتبادل الناتو وروسيا التهم حول أوكرانيا. وتتهم روسيا الغرب بتجاوز الخطوط الحمراء لمنطقة نفوذها. وحذرته من خطورة اقتراب البنية التحتية للناتو من حدود روسيا ونشر صواريخ متطورة تستهدفها. وتعتبر روسيا أوكرانيا منطقة نفوذ لها، وأخطر خط تماس مع الغرب. وتحذر هذا الأخير من الاقتراب منها.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن بلاده ستضطر لاتخاذ خطوات مماثلة ردا على التهديدات الغربية. وأن روسيا لا تهدد أحدا وخاصة أوكرانيا. وأضاف أن تطويرها لأسلحة فرط صوتية يأتي ضمن ردها على إجراءات الحلف.
وطالبت روسيا بفرض قيود صارمة على أنشطة حلف شمال الأطلسي العسكري (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة في دول شرق أوروبا. واستبعاد أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو.
بينما عرضت بيلاروسيا، تعاونها على روسيا، الشهر الماضي، من خلال السماح لها بنشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، إذا ظهرت أسلحة مماثلة في بولندا.
في حين يتهم الناتو روسيا بالتحضير لغزو أوكرانيا على غرار ما فعلت العام 2014، عندما ضمت جزيرة القرم. وبرر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ وجود الحلف في البحر الأسود وبحر البلطيق بردع روسيا عن أي اعتداء ضد أوكرانيا.
“كييف أم المدن الروسية”
تتنازع روسيا ومنظمة حلف شمال الأطلسي السيطرة على أوكرانيا، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا. تعبرها روسيا خطا احمر لا يجب على حلف الناتو تجاوزه.
توصف مدينة كييف عاصمة أوكرانيا في الموروث الأدبي الروسي بـ”أم المدن الروسية”. وتتأتى أهمية أوكرانيا بالنسبة إلى روسيا من علاقة تاريخية، تعود إلى روسيا القيصرية.
بعد تشتت المدن الأوكرانية غداة انهيار مملكة “كييفسكايا روس” التي تضم روسيا وأوكرانيا وبيلاروسا، أعاد القياصرة الروس جمع الأراضي الأوكرانية المقسمة العام 1922.
وأضاف إليها خروتشوف شبه جزيرة القرم سنة 1954. وقبلها ضم ستالين الأراضي الغربية إلى أوكرانيا في 1939، لتظهر بشكلها الحالي.
وبقيت أوكرانيا جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفييتي، حتى انهياره.
وفي عام 2014 نظم استفتاء في شبه جريرة القرم التابعة لأوكرانيا حول الانضمام إلى الفدرالية الروسية او البقاء تحت الحكم الأوكراني، وصوت 96 بالمائة من السكان لصالح الانضمام إلى روسيا. وكانت النتيجة منطقية غذ أن معظم سكان القرم هم من الروس.
لكن لم تكن الأمور يسيرة كما يبدو، حيث دارت حرب طاحنة بين الناطقين بالروسية، الذين منحتهم روسيا حق الحصول على الجنسية الروسية. بينما أقرت أوكرانيا قوانين تحرمهم من الحديث بلغتهم القومية.
استنجاد
ولتتخلص أوكرانيا من التجاذب الغربي-الروسي، تطالب الاتحاد الأوروبي بقبول انضمامها إليه، وتستعجل حلف الناتو في خطوات الانضمام إليه. وهي خطوة ترفضها موسكو وتعتبرها تهديدا لأمنها القومي.
ويبدو أن مطالب كييف لن تجد اذانا صاغية لدى الغرب، الذي لا يريد ان يغامر بمواجهة مع روسيا من أجل أوكرانيا. حيث يستخدم ورقة أوكرانيا لابتزاز روسيا للحصول على تنازلات في قضايا راهنة بعيدة عن أوكرانيا منطقة النفوذ الطبيعية لروسيا.