لم تكن رياح التطبيع مع الكيان الاسرائيلي بردا وسلاما على المخزن. فبعد أيام من توقيع مذكرة تفاهم أمني، بحضور وزير دفاع الكيان، انتفض الشعب المغربي ضد القرار. واستحضر مشاكله في مظاهرات شعبية ضد النظام.
أتت نتائج التطبيع المغربي مع الكيان الاسرائيلي معاكسة لتطلعات المخزن، حيث اعتبرته دول الجوار عداء معلنا، خاصة وأنه بدأ تنفيذ التعاون العسكري، من خلال اتفاق يقضي بإنشاء قاعدة عسكرية على بعد 50 كلم من المدينة الاسبانية مليلية. وغير بعيد عن الجزائر.
انتفاضة وقمع
خرج الشعب المغربي في مظاهرات عارمة مناهضة لقرار المخزن بالتطبيع. ونادى برحيل الملك وإسقاط النظام، وتصحيح الخطأ التاريخي بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
ورفع المتظاهرون شعارات “الشعب يريد إسقاط النظام”, “يا ملك يا ملك ارحل ارحل”, “الحرية للشعب،المغربي المسلم من براثن الإستعمار الصهيوني الغاشم” و”قضية فلسطين قضية وطنية”، غير مبالين لاقمح الذي يتعرضون له على أيدي قوات نظام المخزن.
ولم يتأخر الطلبة عن الهبة الشعبية، حيث فضلوا ترك مقاعد الدراسة، من أجل نصرة وطنهم ضد تطبيع مع عدو سمته الغدر عبر التاريخ.
ورغم الاستهجان الذي يلاقيه القرار داخليا وخارجيا، يستمر نظام المخزن في تنفيذ اعتقالات في صفوف الناشطات الحقوقيات والسياسيات والصحافيات, من طرف نظام المخزن في المغرب, “من أجل ترهيبهن وتخويفهن والانتقام منهن بسبب انتقاداتهن للسلطة وفضحهن للفساد”.
استهداف للجزائر
اعتبرت الجزائر أن التطبيع المخزني مع الكيان الاسرائيلي استهداف لأمنها الوطني. حيث تأسف الرئيس عبد المجيد تبون على اتفاق المغرب مع الكيان الصهيوني. وقال في لقاء دوري مع وسائل الإعلام. الاسبوع الماضي، إن”تهديد الجزائر من المغرب خزي وعار لم يحدث منذ 1948″.
وأكد رئيس مجلس الامة صالح قوجيل أن “الجزائر هي المقصودة من زيارة وزير دفاع الكيان الصهيوني إلى المغرب” ، في كلمة عقب مصادقة المجلس على قانون المالية لسنة 2022.
وأضاف أن “الأعداء يتجندون أكثر فاكثر لعرقلة مسار الجزائر، و اليوم الأمور أصبحت واضحة لما نشاهد وزير دفاع الكيان الصهيوني يزور بلدا مجاورا بعدما زاره وزير خارجية هذا الكيان، وهدد الجزائر من المغرب ولم يكن هناك أي رد فعل من طرف الحكومة المغربية.
إسبانيا تحذر
حذر جهاز الاستخبارات الإسباني في تقرير قدمه مؤخرا إلى رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، من التقارب بين المغرب والكيان الصهيوني. ورأى في ذلك “خطرا حقيقيا على إسبانيا والمنطقة كلها”.
وجاء في التقرير أن “مصالح مدريد في المتوسط قد تتهاوى بفعل هذا التقارب المتزايد”. خاصة وأنه “يشمل بناء قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود الاسبانية”. وكذا من إمكانية أن يتجاوز هذا التعاون الإطار الأمني والعسكري ليشمل التعاون الاستخباراتي”.
الاتفاق الخيانة
وصفت أحزاب سياسية عربية في بيان مشترك، التطبيع العسكري المغربي مع الكيان الإسرائيلي بـ”اتفاقية الخيانة”. وحذرت من تداعياته الأمنية على منطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا.
وحذر حزب العدالة والتنمية في المغرب من خطر “الاختراق الصهيوني” للمملكة. داعيا السلطات العمومية لوقف التضييق على الوقفات الشعبية المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني والرافضة للاحتلال.
من جهته، حذر حزب العمال بتونس من التداعيات الخطيرة للاتفاقيات الأمنية التي وقعها المغرب مع الكيان الصهيوني على المنطقة المغاربية والشمال أفريقية والعربية.
مؤكدا أن نظام المخزن مستعد أن يقوم “بأقذر المهمات والأدوار، بما فيها تحويل المغرب إلى منصة مراقبة وتدخل وقصف”.