أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي على نقطتين يجب التركيز عليهما في الانتخابات القادمة هما: “إعلان جميع الأطراف بقبول نتائجها وتنظيمها بشكل متزامن”، حسب بيان للمجلس الرئاسي الليبي.
جاء ذلك عقب استقبال المنفي، لرئيسة الحكومة التونسية، نجلاء بودن، بمقر إقامته بالعاصمة الفرنسية باريس، بحضور وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، وسفير تونس لدى فرنسا.
تناول الاجتماع، عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما ملف الانتخابات، والملف الاقتصادي، ومخرجات مؤتمر باريس حول ليبيا، ومتابعة التنسيق بين البلدين الشقيقين لما جاء في البيان الختامي للمؤتمر.
ووضع المسؤول الليبي، رئيسة الحكومة التونسية في صورة الخطوات التي اتخذها المجلس الرئاسي، لأجل ضمان سير العملية الانتخابية بشكل نزيه ومتزامن، بما يخدم طموحات الشعب الليبي.
من جهتها جددت بودن، دعم بلادها الكامل لليبيا، وللانتخابات المقبلة.
وكانت العاصمة الفرنسية باريس احتضنت الجمعة، مؤتمرا دوليا حل ليبيا، برئاسة فرنسية إيطالية ألمانية مشتركة، إضافة إلى الأمم المتحدة، بهدف دعم إجراء الانتخابات العامة بحلول نهاية العام الجاري وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
وشدد المشاركون في مؤتمر باريس حول ليبيا، في بيانهم الختامي على رفضهم لكل التدخلات الخارجية وعلى أهمية إجراء الانتخابات في موعدها، والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدين أن عقوبات دولية ستواجه من يحاولون عرقلة الانتخابات الليبية والانتقال السياسي في البلاد.
العملية الانتخابية بين التسهيل والتأجيل
بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي مع رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن خطوات تسهيل العملية الانتخابية في ليبيا.
وقال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، على هامش ندوة صحفية عقدها بإسطنبول السبت، إنه من المرجح تأجيل الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر، 3 أشهر، للتوافق على قوانين الانتخابات.
وأوضح المشري أن المجلس الأعلى الدولة لن يشارك في الانتخابات ولن يعرقلها، لكنه قدم طعونا لدى القضاء للفصل في قرارات المفوضية العليا للانتخابات.
وشدد المشري على أن المجلس الأعلى للدولة لن يلجأ للقوة لمنع تنظيم الانتخابات لكنه دعا إلى مقاطعتها قائلا “إذا بلغت نسبة المشاركة صفر في عدد من الدوائر الانتخابية، فهذا يجعلها باطلة قانونا”.
وتوقع المشري أن يفوز رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة بأغلبية الأصوات إذا جرت في أجواء نزيهة، مستبعدا حصول اللواء المتقاعد خليفة حفتر على أكثر من 10% من الأصوات.
خروج المرتزقة
وبخصوص دعوة باريس لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، أشار المشري إلى أن “فرنسا ساعدت حفتر بالسلاح والتقنية، والآن تساوي بين القوات التركية التي جاءت بشكل شرعي، والمرتزقة والمجرمين الذي ساعدوا حفتر في عدوانه على طرابلس”.
وهدد مؤتمر باريس في البيان الختامي بفرض عقوبات على الأفراد الذين “سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوّض الانتخابات المقررة في ليبيا” في 24 ديسمبر المقبل، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها.
ودعم المؤتمر الدولي حول ليبيا في باريس خطة العمل الشاملة لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوى الأجنبية من الأراضي الليبية، التي أعدّتها اللجنة العسكرية المشتركة التابعة للحوار الليبي.
الجزائر ترافع لتحرير إفريقيا من الاستعمار
وأكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، السبت، على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتحرير إفريقيا من الاستعمار الجديد، ولتقديم حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية، بما يخدم شعوب المنطقة، مجددا موقف الجزائر الراسخ في دعم القضايا العادلة للشعوب.
وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية عقب استقباله بالجزائر، لنظيرته الجنوب إفريقية، ناليدي باندور، إن العلاقات بين الجزائر وجنوب إفريقيا “تتسم بالتوافق حول كل القضايا المدرجة بين البلدين”، فيما يتعلق بالتعاون والتضامن.
وعبر لعمامرة، عن قناعته بضرورة بذل المزيد من الجهود “لتحرير إفريقيا من الاستعمار الجديد وجعل إفريقيا تقدم حلولا افريقية لمشاكلها، وأن تؤدي دورها تفاديا لحلول قد لا تكون في صالح شعوب المنطقة”.
وفي السياق، جدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، دعم الجزائر للأشقاء في ليبيا من أجل تحقيق الاستقرار، والمساهمة في انجاز الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، مثل ما التزمت به المجموعة الدولية، مشيرا إلى أنه من بين الالتزامات الدولية: دعم مسار الحوار، ودعم اللجنة العسكرية المشتركة (5+ 5) على تقديم الحلول العملية لتنفيذ مبدأ تجريد ليبيا من القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب.
وأكد في هذا الإطار أن الجزائر ملتزمة بالتأكد من أن الشروط التي ستساهم في نجاح الانتخابات ستكون متوفرة.
جلسات عمل على هامش مؤتمر باريس
وعقد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، الجمعة جلسات عمل ولقاءات مع عدد من ممثلي الدول، على هامش مؤتمر باريس حول ليبيا، لترسيخ الالتزام المشترك بمرافقة ومساعدة الليبيين نحواستعادة الاستقرار وبعث التنمية بالبلاد.
وكتب لعمامرة في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “جلسات عمل ولقاءات مع عدد من الزملاء ممثلي الدول الشقيقة والصديقة على هامش مؤتمر باريس حول ليبيا، لترسيخ التزامنا المشترك بمرافقة ومساعدة الأشقاء الليبيين نحو استعادة الاستقرار وبعث التنمية واسترجاع ليبيا لمكانتها الطبيعية على الصعيدين القاري والدولي”.
وشارك الوزير لعمامرة الجمعة في مؤتمر باريس حول ليبيا، ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وألقى كلمة بالنيابة عنه، جدد فيها دعوة الجزائر لجميع الاطراف الخارجية لاحترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالية قرارها.
وأدان لعمامرة “بقوة تواصل التدخلات الاجنبية عبر جميع أشكالها في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق وتورط عدد من الاطراف الخارجية في خرق حظر توريد الاسلحة رغم التزامها بمخرجات مؤتمري برلين وقرارات مجلس الامن ذات الصلة”.