قال نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن بلاده امتنعت عن التصويت لصالح قارا مجلس الامن القاضي بتمديد مهمة المينورسو، في الصحراء الغربية.
السبب: «عدم مراعاة ملاحظاتها المبررة واقتراحاتها ذات الطابع التوافقي خلال المشاورات”، إلى جانب تجاهل عدد من المقترحات البناءة التي طرحها أعضاء آخرين في المجلس.
وأوضح بوليانسكي أن القرار المطروح للتصويت لا يعبر عن الصورة الموضوعية التي تبلورت حول التسوية في الصحراء الغربية، وأنه من غير المرجح أن يساعد مشروع القرار هذا مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، الرامية إلى استئناف العملية التفاوضية المباشرة بغية التوصل إلى حل مقبول لجميع الأطراف يتيح لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره وفقا لميثاق الأمم المتحدة”.
موقف ثابت
وأصاف أن موقف روسيا خلال التصويت يتوقف حصرا على معارضتها لبعض العبارات في مشروع القرار ويعكس تقييمها لعمل معدي هذه الوثيقة، مبديا دعم موسكو الثابت لبعثة “المينورسو” ودور البعثة الأممية الرئيسي في استقرار الوضع على الأرض من خلال تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف الحوار وتقديم العملية السلمية.
وأشار بوليانسكي إلى أن المشكلة الرئيسية التي لا تزال قائمة تكمن في إدخال عبارات في مشاريع قرارات خاصة بتمديد مهمة “المينورسو” في السنوات الأخيرة تستبدل المعايير المتفق عليها دوليا للتسوية في الصحراء الغربية بـ “عبارات عامة عن ضرورة الالتزام بما يسمى أنهج واقعية، والموافقة على حلول وسط ما”.
ثقة على المحك
وحذر نائب مندوب روسيا الدائم من أن “مثل هذه المؤشرات تتسبب في حالة من الغموض وتقوض الثقة بعمل المجلس وتعيق فرص استئناف الحوار المباشر”.
وأبدى الدبلوماسي التزام روسيا باتباع نهج متوازن ودون أي انحياز إزاء التسوية في الصحراء الغربية، مشيرا إلى دعم روسيا للتفاوض المباشر بين المغرب وجبهة “البوليساريو”.
ولفت بوليانسكي إلى ضرورة أن تكون الصيغة النهائية مقبولة للجانب المغربي ولـ”البوليساريو” على حد سواء، مع السماح لشعب الصحراء الغربية بتقرير مصيره، ضمن إطار الإجراءات المتوافقة مع المبادئ والأهداف المطروحة في ميثاق الأمم المتحدة.
وتعهد الدبلوماسي بأن روسيا ستظل “لاعبا غير منحاز” في التسوية وستبقى على تواصل مع كافة الأطراف الإقليمية، لاسيما ضمن إطار “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية”، مضيفا: “ندعو كافة الأطراف إلى الامتناع عن خطوات وإعلانات أحادية الجانب سمعناها اليوم على وجه الخصوص، ومن شأنها إعاقة استئناف الحوار السياسي الجوهري”.