شكّل مخيم أكديم ازيك قبل 11 سنة من اليوم، مناسبة مهمة بالنسبة للصحراويين من أجل ايصال صوتهم للعالم ومطالبة حكومة الاحتلال المغربي بالحرية والاستقلال.
في العاشر من أكتوبر من سنة 2010، خرج الآلاف من الصحراويين من مدينة العيون المحتلة للتعبير عن رفضهم لاستمرار الاحتلال المغربي لأراضيهم، و احتجاجاً على أوضاعهم الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية في ظل نظام مستبد يتفنن في ممارسة كل أساليب الفصل العنصري، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء استمرار القمع الممنهج المسلط على المواطنين الصحراويين في المدن الصحراوية المحتلة.
لم يكن أمام الصحراويين يومها، إلا التوجه عُزلاً شرق مدينة العيون المحتلة ونصب الخيم التي بلغ عددها بعد 03 أيام فقط حوالي 487 خيمة، فيما ناهز عدد النازحين 07 آلاف نازح طالبوا حكومة الاحتلال بالحرية والاستقلال، كما شهدت مدينتا السمارة المحتلة وكليميم بناء مخيمين مماثلين ونزوح آلاف الصحراويين تعبيراً عن رفضهم لسياسة الاحتلال.
حكومة الاحتلال المغربي دفعت بتعزيزات أمنية تلو الأخرى إلى المنطقة، مرفوقة بمروحيات عسكرية وقوات مساعدة، فرضت طوقاً أمنياً و حصاراً محكماً على مخيم النازحين ومدينة العيون المحتلة والطرق المؤدية لهما بهدف تجويع سكان المخيم وعزلهم عن العالم الخارجي، وسط دعوات جبهة البوليساريو الأمم المتحدة بضرورة التدخل العاجل لحماية أرواح الصحراويين وتعاطف دولي كبير مع النازحين.
لم يمض وقت طويل حتى تدخلت القوات المغربية بمختلف تشكيلاتها الأمنية بعنف لفك مخيم الاستقلال بالعيون المحتلة، استُخدمت فيه المروحيات العسكرية والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي في حق المدنيين العزّل خلّف قتلى وجرحى والعشرات من السجناء الذين سُلّطت عليهم أحكاماً جائرة عزّزت من عزلة النظام المغربي وأبانت عن سياسة المغرب الاستعمارية في المنطقة ومدى فشله الذريع في فرض سلطة الأمر الواقع.
يستذكر الصحراويون اليوم بكل فخر، ملحمة أكديم ازيك التاريخية التي وحدت الصف، وأعطت للقضية الصحراوية نفساً جديداً داخل الأراضي الصحراوية المحتلة، فتم تخليد العاشر من شهر أكتوبر من كل عام، يوماً وطنياً للخيمة عرفانا بوقع حادثة رسمت فصلا جديدا في كفاح الشعب الصحراوي.