تتوالى مسيرات التضامن مع الأسرى الستة الفارين من سجن جلبوع، في وقت تتابع فيه أخبار اعتقال أربعة من الستة الفارين من السجن الإسرائيلي.
قالت مصادر إعلامية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت صباح اليوم السبت أسيرين فلسطينييْن فارين آخرَين، ليصبح عدد الذين اعتقلوا خلال الساعات الماضية 4 من الأسرى الستة الذين فروا قبل أيام من سجن جلبوع.
القت قوات الاحتلال الإسرائيلي القبض على زكريا الزبيدي ومحمد عارضة في مرآب سيارات بين قريتي عرب الشبلي وأم الغنم عند سفوح جبل الطور، جنوب الناصرة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن معلومات وصلت الشرطة تشير إلى مكان اختباء الأسيرين قبل اعتقالهما.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية محمود العارضة ويعقوب قادري قرب جبل القفزة، جنوب الناصرة، بعد عمليات بحث.
وبقي أسيران طليقان من بين ستة أسرى نجحوا في الفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة.
قيادي في “فتح” وأعضاء في الجهاد الإسلامي
الأسرى الستة الفارين من سجن جلبوع عبر نفق حفرون، من سكان محافظة جنين شمالي الضفة الغربية، هم:
- زكريا الزبيدي عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
- الأعضاء الـ5 الباقون لحركة الجهاد الإسلامي: مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قادري، وأيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله العارضة.
مسيرات خاصة
دعا نشطاء في جنين لتنظيم مسيرات بعد صلاة الظهر تنطلق من بلدة عرابة وتتوجه إلى منزل الأسير محمد عارضة، قبل أن تتوجه بعد ذلك إلى منزل الأسير زكريا الزبيدي.
وخرجت مسيرات في مناطق كثيرة من الضفة الغربية المحتلة عقب الإعلان عن اعتقال أسيرين أمس.
في محافظة جنين، نظّم شبان فلسطينيون مسيرة في بلدة عرابة وصلت إلى منزل الأسير محمود العارضة، تعبيرا عن تضامنهم مع العائلة، قبل أن يتوجهوا بمسيرة أخرى إلى قرية بير الباشا مسقط رأس الأسير قادري.
وفي مدينة رام الله (وسط الضفة الغربية)، فتجمع عشرات الشبان وسط المدينة وانطلقوا في مسيرة جابت شوارعها، ورددوا هتافات عبروا فيها عن تضامنهم مع الأسرى.
وفي جنوب الضفة الغربية، خرج شبان في مسيرة غاضبة في مخيم عايدة بمدينة بيت لحم، ورددوا هتافات غاضبة عبروا فيها عن تضامنهم مع الأسرى.
مسيرات في المخيمات..
وشهدت المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان الجمعة مظاهرات شعبية في “جمعة انتزاع الحرية”، دعما للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وجاءت هذه التحركات تلبية لدعوة الفصائل الفلسطينية في لبنان لاعتبار الجمعة العاشر من سبتمبر الجاري يوما للغضب الشعبي، ابتهاجا بتحرر الأسرى الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي.
وعرف مخيم عين الحلوة في صيدا اعتصاما تضامنيا حاشدا، دعما للأسرى الفلسطينيين في وجه حملة القمع الإسرائيلية التي تستهدفهم داخل معتقلاتهم، و”دفاعا عن أسرى الحرية أبطال نفق التحرير”.
وفي صور، عرفت مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي للاجئين اعتصامات ووقفات شعبية، دعما للأسرى الفلسطينيين وللمطالبة بحماية الأسرى الذين استطاعوا تحرير أنفسهم من سجون الاحتلال.
وبعد ساعات من اعتقال زكريا الزبيدي ومحمود العارضة، أطلق نشطاء في قطاع غزة صاروخا باتجاه إسرائيل اعترضه نظام القبة الحديدية، حسب ما قاله الجيش الإسرائيلي، ودوّت صفارات الإنذار.
وأطلق مسلحون فلسطينيون مساء الجمعة النار على حاجز إسرائيلي شمال الضفة الغربية المحتلة، عقب الإعلان عن اعتقال الأسيرين الفارين محمود العارضة ويعقوب قادري.
تحميل المسؤولية
وحمّل نادي الأسير الفلسطيني وحركة فتح إسرائيلَ المسؤولية عن أي أذى يلحق بالأسيرين الفلسطينيين اللذين أعيد اعتقالهما.
وحمّلت حركة فتح الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياة الأسيرين، وحذرت من تداعيات المس بهما.
وطالبت مؤسسات المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل لتوفير الحماية للأسرى داخل سجون الاحتلال، ولوقف الهجمة الاحتلالية التي تمارس عليهم.
وقالت المنظمة، في بيان اليوم السبت: إن “الشرائع والقوانين الدولية تعتبرهم أسرى حرب، وإن الاحتلال غير شرعي، وما يترتب على ذلك من حقهم في مقاومته والحرية من أسره”.
وأضافت أن اعتقال آلاف الأسرى “باطل في القانون الدولي، وعليه فإن المجتمع الدولي وهيئاته كافة مطالبون بالوقوف عند مسؤولياتهم تجاه القوانين والاتفاقيات التي توافقوا عليها وتبنوها، والتي جميعها تدين الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وكل ممارساته، وانتهاكاته لحقوق الانسان، بما في ذلك اعتقال الاسرى وظروف اعتقالهم غير الإنسانية”.
وأكد البيان، ضرورة وجود تدخل دولي للوقوف على ظروف اعتقال الأسرى الحالية وسلامتهم، خاصة أن سلطات الاحتلال حولت السجون وأقسام الأسرى الى ثكنات عسكرية، تمارس فيها قواتها الاعتداءات المتواصلة عليهم وتهدد حياتهم بالخطر، خاصة حياة الأسرى الستة الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع، وأعيد اعتقال أربعة منهم”.
وحيا بيان منظمة التحرير الفلسطينية “الأسرى الستة الذين حرروا أنفسهم من سجون الاحتلال وحطموا عنجهيته وإجراءاته وأجهزته الأمنية، ووجهوا له ضربة حق بوجه باطل، وإعادة اعتقالهم لن تغير بالواقع شيئا، فصورة هذا الاحتلال تحطمت، ولن يستطيع ترميمها مهما فعل أو قتل أو اعتقل”.